نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 38
كان مصروفا إلى أصل الإيمان . وما دل على كونه قابلا لهما فهو مصروف إلى الإيمان الكامل ( 1 ) . أقول : إن القول بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص أشبه بقول المرجئة الذين رفعوا شعار لا تضر المعصية مع الإيمان ، فاكتفوا بالتصديق وأهملوا العمل ، فقالوا : إن إيمان واحد منا ، كإيمان جبرئيل ومحمد ( 2 ) ولأجل ذلك ترى أن المحققين رفضوا ذلك الأصل وقالوا بأنه يزيد وينقص حتى ولو فسر بالتصديق . وذلك لأن للتصديق درجات ومراتب وليس تصديق الرسول كتصديق الولي ، ولا تصديقهما كتصديق سائر الناس ، قال سبحانه : * ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) * ( الأنفال - 2 ) وقال سبحانه : * ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا ) * ( آل عمران - 173 ) وقال سبحانه : * ( وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ) * ( الأحزاب - 22 ) والمراد من الإيمان هو التصديق بقرينة عطف " تسليما " عليه . إن الإيمان يزيد وينقص في كلا الجانبين ، أما من جانب العقيدة : فأين إيمان الأولياء والأنبياء بالله ورسوله من إيمان سائر الناس ، وأما من جانب العمل ، فأين إيمان من لا يعصي الله سبحانه طرفة عين بل لا يخطر بباله العصيان ، من المؤمن التارك للفرائض والمرتكب للكبائر . ثم لا ننكر أنه ربما يؤدي ترك الفرائض وركوب المعاصي مدة طويلة إلى الإلحاد والإنكار والتكذيب والجحد ، قال سبحانه : * ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزءون ) * ( الروم - 10 ) .
1 . المجلسي : البحار : 69 / 201 . 2 . ابن شاذان : الإيضاح : 46 ، قال ناقلا عنهم : إنه إذا أقر بلسانه بالشهادتين أنه مستكمل الإيمان ، إيمانه كإيمان جبرئيل وميكائيل - صلى الله عليهما - فعل ، ما فعل ، وارتكب ما ارتكب .
38
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 38