نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 34
حرم علي دماؤهم وأموالهم " ( 1 ) . فهذه الآثار لا تتطلب أزيد من الإقرار باللسان ما لم تعلم مخالفته للجنان ، سواء أصح كونه مؤمنا أم لا . وأما غير هذه من الآثار التي نعبر عنه بالسعادة الأخروية فلا شك أنها رهن العمل ، وأن مجرد الاعتقاد والإقرار باللسان لا يسمن ولا يغني من جوع . وهذا يظهر بالرجوع إلى الكتاب والسنة . قال سبحانه : * ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) * ( الحجرات / 15 ) . نرى أنه ينفي الإيمان عن غير العامل . وما هذا إلا لأن المراد منه ، الإيمان المؤثر في السعادة الأخروية ، وقال أمير المؤمنين - عليه السلام - : " لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي ، الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق والتصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء والأداء هو العمل " ( 2 ) . فالإمام - عليه السلام - بصدد بيان الإسلام الناجع في الحياة الأخروية ، ولأجل ذلك فسره نهاية بالعمل . ولكن الإسلام الذي ينسلك به الإنسان في عداد المسلمين ، ويحكم له وعليه ظاهرا ما يحكم للسائرين من المسلمين ، تكفي فيه الشهادة باللفظ ما لم تعلم المخالفة بالقلب ، وعلى ذلك جرت سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه . فلو أوصلنا السبر والدقة إلى تحديد الإيمان فهو المطلوب ، وإلا فالمهم هو النظر إلى الآثار المطلوبة وتحديد موضوعاتها حسب الأدلة سواء أصدق عليه الإيمان أم لا ، سواء أدخل العمل في حقيقته أم لا كما تقدم . هذا ما ذكرناه هنا عجالة ، وسوف نميط الستر عن وجه الحقيقة عند البحث عن الجهة الرابعة والخامسة .
1 . بحار الأنوار : 68 / 242 . 2 . نهج البلاغة : قسم الحكم ، الرقم 125 .
34
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 34