للسيّد شرف الدين الموسوي ، ولم يقرأ منه بضع صفحات حتّى استهواه هذا الكتاب وإنشدَّ إليه انشداداً لا يوصف ، حيث يقول الدكتور التيجاني عن انطباعه في هذا المجال : " كان الكتاب بحقّ يمثّل دوري كباحث يفتّش عن الحقيقة ويقبلها أيّنما وُجدت ، وعلى هذا كان الكتاب مفيداً جداً وله فضل عليّ عميم " . وكان من أهمّ المقاطع التي أدهشته في هذا الكتاب هي عدم امتثال الصحابة لأوامر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في عدّة مواقف ، والتي منها حادثة رزيّة يوم الخميس فيقول الدكتور : " لم أكن أتصوّر أنّ سيّدنا عمر بن الخطاب يعترض على أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويرميه بالهجر ، وظننت بادئ الأمر أنّ الرواية من كتب الشيعة ، وازدادت دهشتي عندما رأيتُ العالم الشيعي ينقلها من صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وقلت في نفسي : إن وجدت هذه في صحيح البخاري فسيكون لي رأي " . فلمّا وقع كتاب البخاري بيده جعل يتصفّحه باحثاً فيه عن رزيّة يوم الخميس ، متمنّياً أن لا يعثر عليها ، فيقول : " ورغم أنفي وجدتها وقرأتها مرّات عديدة ، فكانت كما نقلها السيّد شرف الدين ، وحاولت تكذيب الحادثة برمّتها واستبعدتُ أن يقوم سيّدنا عمر بذلك الدور الخطير ، ولكن أنىّ لي تكذيب ما ورد في صحاحنا ، وهي صحاح أهل السنّة والجماعة التي ألزمنا بها أنفسنا وشهدنا بصحتها " . بداية التوجّه الجاد أدرك الدكتور التيجاني أنّه بحاجة إلى دراسة معمّقة وبحث جاد في رحاب العقيدة ، ليتمكّن من الوصول إلى الحقيقة ، كما أدرك أنّ الأمر هذا لا