فانكشف له خلال ذلك قلّة مستوى إلمامه بالتاريخ الإسلامي ، وعرف أنّ سبب ذلك هو أنّ الأساتذة والمعلّمين الذين تتلمذ على أيديهم كانوا يمنعونه من قراءة التاريخ ، مدّعين بأنّه تاريخ أسود مظلم لا فائدة من قراءته . كما تبيّن له أنّ جميع الصور السلبية التي كان يعتقد بها عن الشيعة ليست إلاّ إشاعات وادعاءات باطلة ، وأنّ التشيّع يحمل فكراً منطقياً يدخل العقول بدون استئذان ، ثمّ تحاور عدّة مرّات مع صديقه الأُستاذ منعم ، فيقول الدكتور التيجاني في وصفه لهذه الحوارات : " كان كلامه يطرق سمعي وينفذ إلى قلبي ويجد في نفسي صدىً إيجابياً " . وكان لكلام السيد الخوئي ( رحمه الله ) مع الدكتور حول التشيّع وقع خاص ، فيقول الدكتور في ذلك : " بقيت أُفكّر في أقواله وأنا مطرق أُحلّل وأتذوّق هذا الحديث المنطقي الذي نفذ إلى أعماقي وأزال غشاوة عن بصري " . ويقول الدكتور التيجاني عن لقائه بالشهيد محمّد باقر الصدر ( رحمه الله ) وأجوبته حول الاستفسارات التي كانت تدور في خاطره : " كانت أجوبة السيّد محمّد باقر الصدر واضحة ومقنعة . . . وبقيُت بين الشكّ والحيرة ، الشكّ الذي أدخله علماء الشيعة في عقلي ، لأنّ كلامهم معقول ومنطقي " . الانفتاح على كتب الشيعة بعد رجوع الدكتور التيجاني إلى أرض الوطن ، فوجئ عند دخوله إلى المنزل بكثرة الكتب التي بعثها علماء وفضلاء الشيعة الذين أخذوا عنوانه ووعدوه بإرسال الكتب إليه . ففرح بهذه الهدية الثمينة ، ونظّم الكتب في مكتبته ، ثمّ بدأ بمطالعة الكتب المرسلة له ، فقرأ كتاب ( عقائد الإمامية ) و ( أصل الشيعة وأُصولها ) فارتاح ضميره لتلك العقائد التي يرتأيها الشيعة ، ثمّ قرأ كتاب ( المراجعات )