نفسه صراع سلب منه حالة الاعتدال والتوازن ، فبقي متحيّراً بين الأخذ بعقيدة تعتبر التوّسل بغير الله شركاً ، وبين الطريقة الصوفية التي فيها يتمّ التقرّب إلى الله عن طريق التوسّل بالأولياء الصالحين . وكان دأب الدكتور التيجاني هو كثرة السفر لا سيما خلال العطل الصيفية ، فصادف ذات يوم خلال سفره من الإسكندرية إلى بيروت أن تعرّف في الباخرة على شخص عراقي ، وهو أستاذ في جامعة بغداد اسمه " منعم " ، وقد جاء إلى القاهرة لتقديم أطروحة الدكتوراه في الأزهر . فدار بينهما حديث طويل أدى إلى توثيق العلاقة بينهما ، وتحّدث معه الأُستاذ منعم بكلام نزل على قلب التيجاني نزول الماء الزلال على قلب العطشان ، فتحوّل إلى باحث طالب للحقّ . ثمّ دعاه الأُستاذ منعم لزيارة العراق للاتصال بعلماء الشيعة ، وتعهّد له بتكفّل جميع نفقات سفره ذهاباً وإياباً ، وذكر له أن إقامته بالعراق ستكون معه في بيته . ففرح الدكتور التيجاني بهذا العرض ، وجعل في قرارة نفسه أن يلبّي دعوة الأُستاذ في أوّل فرصة ممكنة . سفره للعراق وبالفعل تحقّقت أُمنية التيجاني لرؤية عاصمة الدولة العباسية ، فسافر إلى العراق ونزل ضيفاً عند الأُستاذ منعم ، ثمّ التقى هناك بكبار علماء الشيعة في مدينة النجف الأشرف كالسيّد الخوئي والشهيد الصدر ( رحمهم الله ) والكثير من الأساتذة .