responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 169


قال : إرجع غداً بعد العصر .
ورجعتُ في الموعد المذكور وإذ بالسيّد وكيل الجمهورية يستقبلني بالأحضان على الباب ويقول : أنا أؤمن بكُلّ ما في هذا الكتاب يا حضرة الدكتور ، واغرورقت عيناي بالدموع ، ولم أصدق أذناي ، فقال : تفضّل سنكتب لك الحكم ، ولو أنّك صرفت الملايين لشهرة كتابك ما شهرته كما اشتهر الآن ، فلقد كلّمني بعض أصدقائي من تونس العاصمة يطلبون منّي كتابك الذي سمّي سلمان رشدي القفصي ، جلستُ وأنا أحمد الله سبحانه حمداً كثيراً على نعمه وأشكره على مزيده وإحسانه أن نصرني في نفس المحكمة في قضية الرّضاعة وكذلك في قضيّة الكتاب الذي أرادوا به شرّاً فانقلب خيراً .
كتب السيّد وكيل الجمهورية الحكم وأعطاه إلى الكاتب ليكتب بالطّابعة ، ثُمّ أمر كاتبه بفتح المحجوزات وقال لي : أطلب من حضرتك عشرة نسخ لأهديها إلى أصدقائي ، وإذا أحببتَ أن نرجع بقيّة الكتب إلى أصحابها الذين حُجزوا منهم .
قلتُ : سأفعل ذلك بنفسي بعد استلام الحكم ، وجاء بعض الكتبة يطلبون منّي الكتاب ، أعطيت للسيد وكيل الجمهورية ما طلب ووزّعْتُ في المحكمة أكثر من عشرة كتب .
سلّمني السيد وكيل الجمهورية الحكم بعدما وقّعه بنفسه ، وأمر كاتبه أن يحمل بقية المحجوزات إلى سيارتي ، ثُمّ أعطاني جواز السفر وودّعني ، وجاء في نصّ الحكم بأنّ كتاب " ثمّ اهتديت " ليسَ فيه ما يناقض الدّين أو النّظام .
خرجتُ وأنا لا تسعني الأرض من الفرح ، وأرجعتُ الكتب إلى أصحابها وفي كلّ كتاب وضعتُ نسخة من الحكم ، فأصبح الكتاب يُتداول حتّى في المقاهي بدون خوف ولا حرج .
وبما أن كلّ ممنوع مرغوب فقد عمل هذا المنع المؤقت على اشتهار

169

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست