فعلتَ من يوم قدومك إلى قفصة لما وقع شئ ، ولكنّ الآن خرجتْ المسؤولية من حوزتنا وهي في أيدي العدالة التي ستقول كلمتها في الموضوع ، ثُمّ بعدها تعالى نعطيك جوازك لتسافر بسلامة . عرفتُ من كلامه بأنّهم وبعد ما عرفوا براءَتي من الإشاعات وعرفوا أيضاً من خلال الأوراق المحجوزة بأنّ رئيس الجمهورية استلم كتابي من باريس ، فحوّلوا القضيّة إلى العدالة لتنظر فقط في محتوى الكتاب وهل هو خطر على النّظام أو الدّين ؟ وذهبتُ للمحكمة بعدما عرفتُ من الأعوان المستبصرين بأنّ كلّ الأشخاص الذين حقّقوا معهم لم يقولوا فيَّ إلاّ خيراً ، فكانتْ الأسئلة الموجّهة إليهم : 1 - ما هي علاقتك بالتيجاني ؟ والجواب : هو أستاذي أو صديقي . 2 - هل أعطاك فلوس ؟ والجواب : كلاّ ما رأيتُ منه فلساً . 3 - هل طلب منك فلوس ؟ والجواب : أبداً ما طلب منّي شيئاً . وفي المحكمة طلبتُ مقابلة وكيل الجمهورية ودخلتُ بعد إذنه فكان الكتاب فوق طاولته وفي داخله ورقة . قلتُ : سيدي أنا صاحب الكتاب ، وقد جئتُ إلى تونس لأسبوع واحد ، وها أنا الآن موقوف منذ شهر وبدون ذنب ، وأنا أعيش على أعصابي ، لأنّ زوجتي وبناتي وحدهم في باريس . قاطعني قائلاً : لا بدّ من قراءة الكتاب والتّصريح بالحكم ، وها أنا الآن قرأت منه ما يقارب الثلث ، وإن شاء الله أكمّله اللّيلة وغداً يقع الحكم فيه . قلتُ : سيدي لا أطلب منكم إلاّ الإسراع .