قال : أعطنا مائتي اسم للأشخاص الذين أعطيتهم كتابك . قلتُ : لا يمكن ذلك ، لا لأني أرفض ولكنّي أجهل الأسماء فهناك من تلامذتي الذين لم أرهم منذ عشر سنوات وأكثر فأنا أعرفهم بالوجوه ولا أعرف أسماءهم . وباختصار استقرّ رأيهم بعد المشاورة أن يخلوا سبيلي تلك الليلة على أن أعود في الصباح التالي ، وجئتُ باكراً على حسب الموعد وأركبوني سيارة بصحبة رجلين من أعوانهم وذهبنا إلى القرى المجاورة لجمع الكتاب من البيوت التي أعرفها . وفي الطّريق اكتشفتُ بأنّ مرافقيّ مستبصرين قال أحدهم : يا أستاذ أنسيتني ولم تتذكرني ؟ فأنا من تلاميذك منذ السّبعينات عندما كنتُ في مدرسة ترشيح المعلّمين ، وإنّي البارحة ما كحل عيني نوم لأنّي أخذتُ كتابك من المركز وقرأته كلّه وأقسم لك بالله أنّي مثلك . قال الثاني : وأنا أيضاً قرأتُ كتابك منذ يومين عندما جاءني به أحد الأصدقاء ولقد فتح قلبي لعدّة أمور كنت واضعاً عليها علامات استفهام ولم أجد لها الجواب المقنع إلاّ في كتابك فأنا شيعي . ضحكنا طويلاً لهذه الصدفة ولم نشعر بالطريق وجمعنا ما أمكننا من الكتب من عدّة مناطق خلال أيام ثلاثة ، وحسب الأوامر فإنّهما يسلّمان استدعاء لكُلّ من وُجد عنده الكتاب . وقابلتُ السّيد الوالي وبعد حديث قصير ، قال : إنّهم خوّفوني منك وقالوا بأنّك شيعي متطرّف ، وأنّك مموّل من الخميني ، وأنّك تبيح نكاح الأخوات . ضحكتُ قائلاً : الآن عرفتُ صاحبي ، وأفهمته أنّ القضية هي قضية رضاعة وهي مذكورة في نفس الكتاب ، ابتسم بدوره وأخرج لي الكتاب من خزانته قائلاً : ما قلته صحيحاً ، ولكنّي ألومك لأنّك ما أهديتَ لي نسخة ، ولو