responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 166


لمغادرة الوطن شكرته على عواطفه وقلتُ : إذا فعلتُ ذلك فقد أعطيهم الحجّة على نفسي ، ولكنّي سأنتظرهم بكلّ شجاعة فما عندي شئٌ أخافه ولا فعلتُ شيئاً أندم عليه .
جاء أعوان الأمن وأخذوني معهم إلى المركز وهناك بدأ التحقيق والبحث مع رئيس الفرقة الجهوية بشئ من الأدب والاحترام إلى أن وصل السيّد المحافظ وما إن عرفني حتّى صاح في وجهي قائلاً :
أتريد أن تحدث لنا ثورة في هذا البلد الآمن ، أتحسب أنّنا في إيران هنا ؟ والتفتَ إلى رئيس الفرقة قائلاً له : السيّد جايب ثلاثة آلاف نسخة من كتاب كلّه كفر ، وجايب مائة مليون فلوس يوزّعها على النّاس لحثّهم على الثورة والتمرّد .
وأجبتُه بالتحدي قائلاً :
أولاً : كتابي ليس كتاب كفر ولا يدعو إلى الثّورة ولو كان كذلك لما أهديتُ نسخة منه إلى السيّد الرّئيس زين العابدين ، ولما دخلتُ أنا إلى تونس أبداً .
ثانياً : أنا لم أدخل إلى تونس بشاحنة كبيرة لحملها ، ولكنّ السيارة التي دخلتُ بها هي محجوزة عندكم الآن وبإمكانكم أن تملؤوها بأنفسكم لتعلموا مقدار حمولتها .
أمّا ثالثاً : وأنّني وزعتُ مائة مليون من الفلوس على الناس فأنا أتحدّاكم أنْ تأتوني بشخص واحد أعطيتهُ من المال ولو فلساً واحداً .
ثُمّ بعد كلّ هذا أنا لم أدخل أرض الوطن خلسةً ولا عنوة بل دخلتُ بطريقة قانونيّة ، وفُتّشتُ كبقيّة النّاس ، ولو كان عندي مائة مليون لما تركوني أعبر بدون تصريح وأنتم أعلم بهذه الأمور منّي .
وجد كلامي إلى عقله سبيلاً فقال يسألني : كم نسخة من الكتاب أتيتَ ؟
قلتُ : مائتين .

166

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست