القذافي ، وإلى الملك الحسين بن طلال وأخيه ولي عهده الحسن ، وإلى الملك فهد بن عبد العزيز . وكلّ كتاب أرسلته بإهداء ومعه رسالة عن طريق البريد المسجّل المضمون الوصول ، ووصلت الكتب إلى كلّ واحد منهم ، فقد تلقّيتُ وصولات البريد تحمل إمضاءات الاستلام من رؤساء ديوانهم ، وانتظرتُ الرّدود طويلاً ، فلم أتلقّ إلاّ ردّاً واحداً من الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية التي عبّر لي فيها عن خالص شكره ، وقد سُئِلتُ في ندوة صحافية بالهند عندما ذكرتُ هذه القصّة : " هل تعتقد بأنّ الرئيس زين العابدين قرأ كتابك " ، فقلتُ : إنّ الرئيس له من المشاغل والمشاكل ما يشغله عن قراءة كلّ كتاب ، فإنْ قرأه فهو مشكور وإن لم يقرأه فهو معذور ، والمهمّ أنّه الوحيد من بين الرؤساء والملوك الذين أرسلتُ إليهم والذي أجاب على رسالتي . وفي انتظار الرّدود وقبل وصول رسالة الرئيس إليّ سافرتُ إلى تونس وفي سيارتي مائتي نسخة من كتاب " ثمّ اهتديت " ، وفي الميناء كان أعوان الجمارك يتردّدون في حجزها فاستدعوا رئيسهم ، ولما أشرف على الكتب قال : هذا الكتاب الأخضر ؟ قلتُ : إنّ لونه أخضر ولكنّه غير الكتاب الأخضر للقذافي . قال : ألا تعلم أنّ إدخال الكتب وبهذه الكميّة ممنوع ويتطلب رخصة توريد ؟ قلتُ : يا أخي هذا كتابي وأنا مؤلّفه وقد أهديتُ نسخة منه إلى سيّادة الرّئيس . أخذ نسخة من الكتاب وقارن اسم المؤلف بجواز السّفر فاطمأنّ إليّ وقال : وأنا أيضاً أريد منك أن تهديني نسخة ! فقلت : أهلاً وسهلاً بكلّ سرور فما هو اسمكم الكريم وفي حين كنتُ أكتب له الاهداء ، كان هو بدوره يُمضي التصريح لي بالخروج .