وأنا بعدما اهتديتُ إليهم بحمد الله تعالى وكتبتُ كتابي الأول " ثم اهتديت " لم أكن أتصّور أنّه سيلقى هذا القبول وهذه الشهرة . وبهذه المناسبة لا بأس بذكر طريفة ألفتني إليها الأخ العزيز والعالم الجليل الدكتور أسعد علي عندما زرته في بيته بالمزّة في دمشق ، وكنّا نتجاذب أطراف الحديث وسط مجموعة من محبّيه ومريديه ، وهو أديب كبير ، فذكّرني بأمر انشرح له صدري قال لي : قرأتُ كتابك " ثُمّ اهتديت " وعرفتُ سرّ الكتاب ! قلتُ متعجّباً وما سرّ الكتاب ؟ فقال : إنّك لما دخلت لأول مرّة في ضيافة سيّدنا موسى الكاظم وقلت : اللّهم ارحمه إن كان من الصّالحين ، فعمل هو بقول الله تعالى ، ( وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّة فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) [1] ، فلمّا حييته بقولك : اللّهم ارحمه ، حيّاك هو بأحسن منها ، فقال : اللّهم إهده ، فاستجاب الله له وهداك ، فكان بعد ذلك هذا الكتاب ، وهو سرّ نجاحه . وهذه حقيقة آمنتُ بها ودخلتْ في قلبي ، وآمنتُ أنّ أهل البيت سلام الله عليهم هم السرّ وراء نجاح الكتاب بلا شكّ ، فما لقيت إنساناً إلاّ وأبدى إعجابه للكتاب ، فقد طبع أكثر من عشرين طبعة ، وقد تُرجم إلى سبعة عشر لغة في العالم ، وقد اهتدى به إلى الحق آلاف من المسلمين في كلّ بقاع الدنيا بالخصوص في أفريقيا السوداء حيث لا يوجد هناك شيعة ، والمسلمون يعيشون على الفطرة بدون خلفيات مذهبيّة [2] .
[1] سورة النساء : 86 . [2] ففي العراق وإيران تجد عندهم من قصص الكرامات ما تحقّق وثبت للعيان آثاره ، وهكذا لدى الزوّار الآخرين من الهند والباكستان وأفغانستان وكثير ممّن زاروا أو جاوروا أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وتبركوا بمقاماتهم الشريفة من علماء وغيرهم ! ! !