* الجواب : أحمد الله على تلك العاطفة التي ساهمت في تعلّقي بالحقّ ولو كان ضدّي ، فكلّما استعرضتُ ما وقع لبنت المصطفى بعد موته وما وقع لأولادها من بعد موتها إلاّ بكيتُ بتلك العاطفة ، ولكنّ عاطفتي محدودة بحدود الله التي رسمها لعباده في كتابه العزيز فلا يمكن أن تطغى على عقلي فيصبح كُتلة عاطفية تُؤثّر فيه سلباً على الناحية العلمية . والدليل على ذلك أنّي عشتُ زمناً ليس بالقليل بين صراع العقل والعاطفة ، وذكرتُ ذلك في كتاب " ثم اهتديتُ " حيث قلتُ في صفحة 122 : " . . . ولذلك سوف أتمرّدُ على نفسي وأنفض غبار التعصّب الذي غلّفوني به وأتحرّر من القيود والأغلال التي كبّلوني بها أكثر من عشرين عاماً ولسانُ حالي يقول لهم : ( ياليتَ قومي يعلمون بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين ) " ، يا ليت قومي اكتشفوا العالم الذي يجهلونه ويُعادونه دون أن يعرفونه . فلو كنتُ شديد العاطفة لتغلبتْ عاطفتي على عقلي ولما تركتُ مذهب آبائي وأجدادي وأهلي وعشيرتي وعشتُ بينهم غريباً . * * جاء في سؤالكم الحادي عشر : هل تؤيّد المناظرات بين السنّة والشيعة ؟ وهل أنت مستعدٌ للمناظرة لو دعاك أحدهم لذلك ؟ * الجواب : نعم ، أنا من أكبر المؤيّدين لذلك وأدعو إليه دائماً ، وكيف يتقرّب السنّة والشيعة من بعضهم بدون مناظرات وحوارات ، فكنتُ دائماً الدّاعي لذلك ، وقد سافرتُ في كلّ أقطار العالم من أجل ذلك ، وكان أهل السنّة من إخواننا يتهرّبون من ذلك ولا يقبلون بدعوى أنّهم يُحرّمون الخوض في ما فعله الصّحابة ويقولون : نحن لسنا في مستواهم حتّى ننتقد أفعالهم ، فإذا تفضّلتُم بدعوتي فسأكون لكم من الشّاكرين ، كما أنّي أرحّب بكلّ دعوة للمناظرة من أية جهة كانتْ .