نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 137
دولة مستقرة وأمة مروضة ومطيعة ، فلما أشرف عمر على الهلاك فاجأ الناس بقوله : إن الخليفة واحد من ستة : علي بن أبي طالب : وعثمان بن عفان : وعبد الرحمن بن عوف : وسعد بن أبي وقاص : وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وقال عمر : إن هؤلاء النفر توفي رسول الله وهو عنهم راض ( 8 ) . وإذا كان المعيار في الترشيح للخلافة هو رضى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإنه قد مات راضيا عن الحسن والحسين وسعد بن عبادة وغيرهم ، فلماذا لم يدخلهم عمر في قائمة المرشحين للخلافة ؟ بل إن الرسول قد توفي ساخطا على عمر ، وكيف لا يسخط عليه وقد قال له : أنت تهجر ، ولا حاجة لنا بوصيتك ، وكيف لا يكون ساخطا عليه وقد حال بينه وبين كتابة ما أراد ؟ فإذا كان مسخوطا عليه فكيف تولى الخلافة إذن ؟ لقد أخرج عمر للمسرح خمسة أشخاص دفعة واحدة ينافسون الإمام عليا على الخلافة ، ورفع مستواهم إلى مستوى الإمام ، وهبط بمنزلة الإمام على منزلتهم ، وفي أي وقت يطالب فيه الإمام بالخلافة سيقفون بوجهه قائلين : نحن أولى بها منك ، فما أنت إلا واحدا من ستة حسب ترتيبات أمير المؤمنين عمر ، وأولادهم سينافسون أولاد علي ، وبهذا نجح عمر في إقامة حالة من المواجهة الدائمة مع هؤلاء الخمسة . وهناك نص يكشف عن رأي عمر بأولئك الخمسة الذين جعلهم أقرانا لعلي ومنافسين له ، إذ قال لابن عباس : إن طلحة فيه زهو ونخوة ، وابن عوف فيه ضعف ، وسعد لا يقوم بقربة لو حملها ، والزبير مؤمن الرضى كافر الغضب شحيح ، وعثمان لو ولي الخلافة حمل بني معيط على رقاب الناس ، ولو فعلها لقتلوه ( 9 ) .
137
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 137