نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 136
بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وعمرو بن العاص ، وأبو سفيان ، وغيرهم ، ومن أصحاب الملايين ، فطابت نفوسهم وشعروا بالفعل أنهم شركاء في النظام ، وأن حالهم أفضل من حال قائد التحالف عمر الذي ألزم نفسه بنمط متواضع من مستوى المعيشة ، وصار من مصلحة هؤلاء جميعا أن تكون القيادة والسلطة بيد التحالف ، لا بيد أهل بيت النبوة . 2 - ومن ناحية أخرى عمد عمر إلى تحقير شأن الإمام علي علنا ، وتصغير منزلته الرفيعة ، فعندما طعن عمر وأخذ يتلوى من الألم ومن سكرات الموت ، تجاهل وجود الإمام علي تماما ، وتمنى أن يكون أبو عبيدة أو سالم مولى أبي حذيفة أو خالد بن الوليد حيا لكي يستخلفه ( 6 ) . إن تقديم أمثال هؤلاء على علي وهو ولي الله وإمام المتقين بالنص ، والذي هو مع القرآن ومع الحق بالنص ، إن تقديم هؤلاء تقليل من شأنه ، وتصغير لعظيم منزلته ، ولقد أدرك الإمام علي كل ذلك ، فقال يوما متوجعا شاكيا : " اللهم إني أستعينك على قريش ومن أعانهم ، فإنهم قطعوا رحمي ، وصغروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي " ( 7 ) . ولست أدري بأي ميزان يتقدم خالد بن الوليد الذي غير مجرى معركة أحد لصالح المشركين ، على علي بن أبي طالب الذي قتل حملة رايات المشركين يوم أحد وحمى النبي وأنقذ المسلمين من هزيمة ساحقة ، بل كيف يتقدم عمر نفسه على علي ، مع أن عمر هنأه بالإمارة يوم غدير خم . وإن من أخطر الأسافين التي دقها عمر هو تقديمه لخمسة ينافسون عليا على الخلافة ، لقد كان الإمام علي هو مرشح العناية الإلهية لخلافة المسلمين ، فاستولى أبو بكر على الخلافة بالصورة التي بيناها ، ثم عهد بها إلى عمر الذي ورث
136
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 136