نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 249
والتنجس نتيجة لما تحتويه بواطنهم واعتقاداتهم ، والذين في قلوبهم مرض ويتلبسون بالدين الخاتم ورثوا قلوب وعقول الذين سبقوهم من بني إسرائيل ، فإذا كان الذين كفروا من بني إسرائيل لا يقبلون إلا ما يوافق أهواءهم . فإن المنافقين إذا سمعوا آية من كتاب الله زادتهم رجسا إلى رجسهم ، قال تعالى : * ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا . فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) * [1] . قال المفسرون : " زادتهم رجسا إلى رجسهم " أي زادتهم شكا إلى شكهم وريبا إلى ريبهم . وهذا من جملة شقائهم . أن ما يهدي القلوب يكون سببا لضلالهم ودمارهم ، كما أن سئ المزاج لو غذى بما غذى به لا يزيده إلا خبالا ونقصا . ولأن تيار النفاق لا يزداد إلا رجسا ، ولأنهم أصحاب السنة وإذا سمعهم السامع أصغى إلى قولهم لبلاغتهم ، ولأن برنامج الصد عن سبيل الله إذا تلبس بالدين كان أشد خطرا على الدعوة ، فإن الدعوة الخاتمة قامت بعزل هذا التيار عن ساحتها . وأقامت حجتها بطائفة الحق . وتحت سقف الامتحان والابتلاء تسير القافلة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا . وطائفة الحق من خصائصها أن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وبهذه الصفة كانوا مع كتاب الله ولن ينفصلا حتى يردا على حوض النبي ( ص ) ، ومعنى أنهم مع كتاب الله أنهم أعلم الناس بكتاب الله ، وهم أمان للأمة من الوقوع في دائرة التأويل الخاطئ لكتاب الله . وخاصة الآيات المتشابهة ، وذلك لأن تيار الذين في قلوبهم زيغ يتخذ من المتشابه حقلا له ابتغاء الفتنة ، قال تعالى : * ( هو الذي أنزل عليك