نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 248
2 - [ أضواء على المنزلة العالية ] قامت الدعوة الإلهية على امتداد المسيرة البشرية ، بمخاطبة الإنسان الذي يسلك طريقها . وإرشاده إلى ما فيه سعادته ، وحذرت من التقادر الذي يتلبس بالدين ، لأن مهمة النفاق في ديار الذين آمنوا . لا تنفصل عن مهمة الشيطان الذي اعتمد في برنامجه القعود على الصراط المستقيم * ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) * [1] ، وتيار الصد عن سبيل الله اعتمد على المنافقين في حفر الحفر العديدة على امتداد مسيرة الذين آمنوا ، ومن خلال هذا الحفر رفعت الأعلام العديدة . التي تقوم برامجها بالتعتيم على الفطرة ، والقافلة الإسرائيلية لم تسقط في مستنقع عبادة العجول نتيجة لغزوها من الخارج ، وإنما سقطت أولا من الداخل . على أيدي الذين يجلسون تحت خيامها ويتلبسون بالدين . والدعوة الإلهية الخاتمة . بينت أن المنافقين ينقون الناس بالإيمان الكاذبة والحلفان الآثمة . ليصدقوا فيما يقولون . فيغتر بهم من لا يعرف جلية أمرهم . ويقتدي بهم فيما يفعلون ويصدقهم فيما يقولون ، فيحصل بهذا ضرر كبير ، وبينت الدعوة أن منهم أصحاب أشكال حسنة والسنة ذو فصاحة ، وإذا سمعهم السامع يصغي إلى قولهم لبلاغتهم ، ولهذا قال تعالى : * ( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) * [2] . وقال تعالى : * ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ) * [3] . ولقد وصفهم القرآن بأوصاف منها أنهم رجس ، قال تعالى : * ( إنهم رجس ومأواهم جهنم بما كانوا يكسبون ) * [4] فهم في دائرة الخبث
[1] سورة الأعراف آية 16 . [2] سورة المنافقين آية 4 . [3] سورة النساء آية 145 . [4] سورة التوبة آية 95 .
248
نام کتاب : ابتلاءات الأمم نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 248