وهو معنى قوله : « حتّى تأمن العاهة » . والعاهة الآفة تصيبه [1] . والزهو : يقال زها النخل يزهو ، إذا ظهرت ثمرته . وأزهى يُزهي ، إذا اصفرَّ واحمرَّ . وقيل : هما بمعنى الاحمرار والاصفرار . ومنهم من أنكر يزهو . ومنهم من أنكر يُزهى [2] . والشقحة والشُقحة : البُسرة المتغيّرة إلى الحمرة ، وقد أشقح النخلُ . هو في لغة أهل الحجاز : الزهو . وشقّح : لوّن وأحمرَّ واصفرَّ ، وقيل : هو أن يحلو . وشقّح النخل حَسُنَ بأحِماله ، وكذلك التشقيح . يقال : أشقحت البسرة وشقّحت إشقاحاً وتشقيحاً [3] . ومنه قيل : قبيح شقيح . فالشقيح مأخوذ من شقّح البُسْرُ إذا تغيرت خُضْرته بُحمرة أو صفرة ، وهو حينئذ أقبح ما يكون . ويمكن أن يكون بمعنى مشقوح من قول العرب : لأشقحنّك شَقْحَ الجَوْز بالجَنْدَل ، أي : لأكسِرَنَّك ، فيكون معناه قبيحاً مكسوراً [4] .
[ شقق ] في حديث فاطمة ( عليها السلام ) واصفةً أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ودعوته المباركة : « ونَطَق زَعيمُ الدين ، وخَرِست شَقَاشِقُ الشياطين ، وطاح وشيظُ النفاق ، وانحلّت عُقد الكفر والشِّقاق » [5] .
الشِّقشَّقة : لهاة البعير ، ولا تكون إلاّ للعربي من الإبل ، وقيل : هو شيء كالرئة يخرجها البعيرُ من فيه إذا هاج ، والجمع الشَّقاشق ، ومنه سُمّي الخطباء شقاشِق ، شبَّهوا المكثار بالبعير الكثير الهدْر . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « إنّ كثيراً من الخطب من شَقَاشق الشيطان ، فجعل للشيطان شقاشق ونسب الخطب إليه لما يدخل فيها من الكذب » [1] . ومن هذا وصف عليّ ( عليه السلام ) صاحب الفتنة : « وهدرت شَقَاشِقه ، وبَرَقَتْ بَوَارِقُه » [2] . وسمّيت خطبته ( عليه السلام ) بالشِّقْشِقيّة وذلك حين قال لابن عبّاس لما قال له : لو اطّردت خُطبتك من حيث أفضيت : « تلك شِقْشِقَةٌ هَدَرَت ثمّ قرّت » [3] . وشاقّه مُشَاقّةً وشِقاقاً : خالفه ، وحقيقته أن يأتي كلُّ منهما ما يشقّ على صاحبه فيكون كلٌّ منهما في شِق غير شِقِّ صاحبه [4] .
ومن هذا جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) عن
