وتشفشف النباتُ : أخذ في اليبْس . وشفشف الحرُّ والبردُ الشيء ، إذا يبسه . والشّفوف : نحول الجسم من الهمِّ والوجد . وشفّه الحُزْنُ والحبُّ يَشُفَّه شَفّاً وشُفُوفاً : لذع قلبه ، وقيل : أنحله ، وقيل : أذهب عقله . وهو من قولهم : شفَّ الثوبُ إذا رقَّ حتّى يصف جلدَ لابسه ، والشَّفّ والشِّفّ : الثوب الرقيق ، وقيل : السِّتر الرقيق يُرى ما وراءه [1] .
ومن هذا جاء وصفّ عليّ ( عليه السلام ) لحال موسى ( عليه السلام ) : « ولقد كانت خُضْرة البقل تُرى من شَفِيف صِفَاقِ بَطْنه » [2] . والشفافةُ : بقيّةُ الماء واللبن في الإناء . وشُفافة النهار : بقيّته ، وكذلك الشَّفَى [3] . ومنه حديث أنس : « أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خطَب أصحابه يوماً وقد كادت الشمسُ تَغرُب ولم يَبْقَ منها إلا شِفُّ » أي شيء قليل [4] . والشَّفُّ والشِّفُّ : الفضل والربح والزيادة ، والمعروف بالكسر ، وقد شَفَّ يَشِفُّ شَفَّاً مثل حَمَل يحْمِل حمْلاً ، وهو أيضاً النقصان ، وهو من الأضداد [5] . يقال فلان أشفُّ من فلان ، أطْوَلُ منه أو أقصَرُ قليلاً [6] .
[ شفق ] وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « مَنْ أَشْفَق من النار اجتَنَبَ المُحَرَّمات » [7] .
الشَّفقُ : الخوف ، أنا مشفق عليك ، أي خائف . والشفقة في النصح من ذلك . والشفيق : الناصح ( 1 ) . ومنه المثل : إنّ الشَّفيق بسوء ظنٍّ مولعُ . أي ظنّه كنحو ظنون الوالدات بالأولاد ( 2 ) .
والشَّفَق : الرديء من الأشياء ، وقلّما يُجمع . وأشفقتُ العطاء وشفّقته تشفيقاً : جعلته شَفَقاً . والشَّفق : الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء ( 3 ) . ومنه قال الصادق ( عليه السلام ) : « إذا غاب الهلال قبل الشفق فهو لليلة ، وإذا غاب بعد الشفق فهو لليلتين » ( 4 ) .
[ شقح ] في الخبر « نهى ( صلى الله عليه وآله ) عن بيع التمر قبل أن يزهو » وزهوه أن يحمرّ أو يصفرّ . وفي حديث آخر : نهى عن بيعه قبل أن يُشّقَّح ، ويقال : يَشْقَح ، والتشقيح هو الزهو أيضاً .
