ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « اللهم إنّي أسألك رحمةً تلُمُّ بها شَعثي » .
وهذه استعارة ، والمراد تجمع بها أمري ، فكنى ( صلى الله عليه وآله ) عن ذلك بالشعث تشبيهاً بالعود الذي تشعّث رأسه وتشظّت أطرافه ، فهو محتاج إلى جامع يجمعه وشاعث يشعثه ، ومن ذلك قول الشاعر يصف النار :
وغبراء شعثاء الفروع منيفة * بها تُوصف الحسناء وهي جميل [1] [ شعر ] في الحديث قال السجّاد ( عليه السلام ) لحنان بن سدير وقومه وكانوا دخلوا حمّاماً : « مرحباً بكم يا أهل الكوفة وأهلاً ، أنتم الشعار دون الدثار » [2] .
الشِّعار : كلّ شيء لبسته تحت ثوب فهو شعار له [3] . ومن هذا جاء المجاز في حديث علي ( عليه السلام ) لأصحابه : « واستَشْعِروا الصَّبْر فإنّه أَدْعَى إلى النَّصْرِ » [4] . والدّثار : كلّ ما طرحته عليك من كِساء أو غيره [5] . يقال : لبس الدِّثار فوق الشِّعار ، هو متدثّر بالكساء ومُدّثر به [6] . واستعار ذلك عليّ ( عليه السلام ) لحال الأمم قبل بعثته ( صلى الله عليه وآله ) بقوله : « شِعَارُها الخوفُ ، وَدِثَارُها السَّيفُ » [7] .
وفي حديثه ( عليه السلام ) في صفات الله وتوحيده :
« لا تَسْتَلِمُهُ المَشَاعِرُ » وقال : « تتلقّاه الأَذْهَانُ لا بِمُشَاعَرة » [1] . المشاعر : الحواس ، وبيانه أنّه تعالى ليس بجسم . وما ليس بجسم استحال أن تكون المشاعر لامسة له ، والاستلام في اللغة : لمس الحجر باليد وتقبيله [2] .
[ شعع ] في كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى كميل بن زياد النخعي : « وتَعْطيلكَ مَسَالِحَكَ التي ولّينْاك ، ليس بها من يمنعها ، ولا يَرُدُّ الجيشَ عَنْها ، لرأيٌ شَعَاع » [3] .
رأيٌ شَعاع : أي متفرِّق . ونفس شَعاع : متفرّقة قد تفرّقت هِمَمُها . يقال : ذهبت نفسي
