ومنه جاء دعاء شهر رمضان : « اللهّم ألمم به شَعَثنا واشعب به صِدْعَنا » [1] .
والشُّعْبةُ : صَدْعٌ في الجبل ، يأوي إليه الطيّرُ ، وهو منه ، وشُعَب الجبال : رؤوسها ، وقيل : ما تفرّق من رؤوسها . والشعبة : المسيل في ارتفاع قرارَةِ الرَّمْل . والشُّعبة : ما انشعب من التَّلْعةِ والوادي ، أي عَدَل عنه ، وأخذ في طريق غيرِ طريقهِ ، فتلك الشُّعبة ، والجمع شُعَب وشِعابٌ . والشُّعبة : الفِرقة والطائفة من الشيء [2] . ومنه جاء قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « الشَّباب شُعبة من الجنون » [3] . والشَّعِيب : المزادة المشعوبة ، وقيل : هي التي من أديمين . وقيل : من قطعتين ، شُعَبت إحداهما إلى الأخرى ، والشَّعيبُ . والمزادةُ ، والراويَة ، والسَّطيحةُ : شيء واحد سُمّي بذلك ، لأنّه ضُمَّ بعضه إلى بعض . والشَّعبُ : ما تشعَّبَ من قبائل العرب والعجم . وكلُّ جيل شَعْبٌ . والشُعوبُ : فِرقة لا تُفضِّل العَرَبَ على العَجَم . والشُّعوبيُّ : الذي يصغّرُ شأنَ العرَبَ ، ولا يرَى لهم فضلاً على غيرهم . والشَّعَب : بُعد ما بين المنكبين . والشاعبان : المنكبان ، لتباعدهما ، يمانية [4] . وجاء في الخبر : « إذا قعدَ الرجلُ من المرأةِ بين شُعَبِها الأربَع وجَبَ عليه الغُسْل » قيل : هي اليدان والرِّجلان . وقيل : الرجلان والشُّفرَان ، فكنى بذلك عن الإيلاج [1] . وفي الخبر أنّه سمع ( صلى الله عليه وآله ) ناساً من أصحابه يتذاكرون القضاء والقدر فقال : « إنّكم قد أخذتم في شعبتين بعيدي الغور » . وهذا القول مجاز ، لأنّه ( صلى الله عليه وآله ) شبّه القضاء والقدر ، وحقيقة علمهما ، ومعرفة كنههما بالشعبين اللذين غورهما بعيد واقتحامهما شديد وطالب غايتهما مجهود [2] .
[ شعث ] في حديث الباقر ( عليه السلام ) « أنّه مرّ نبيّ من أنبياء بني إسرائيل برجل بعضَه تَحت حائط وبعضه خارج منه قد شعثته الطيرُ ومَزّقته الكلاب » [3] .
الشعث والتشعّث : التشعّث : كتشعّث رأس السِّواك . والشّعث : انتشار الأمر وزلله ، يقال : رجل أشعث شعِث شعثان الرأس ، وهو المُغبّر الرأس ، المتلبّد الشعر جافاً غير دهين [4] . وشعثته الطير ، أي فرقته ونشرته [5] .
