عَوْداً وبدواً ، ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما أفعل شَططاً » [1] .
الشطط : مجاوزة القَدْر في بيع أو طلب أو احتكام أو غير ذلك من كلّ شيء ، يقال : شطّ في سلعته وأشطّ : جاوز القَدْر وتباعد عن الحقّ . وشطّ عليه في حكمه يشِطّ شططاً واشتطّ وأشطّ : جار في قضيّته [2] . ومنه قوله تعالى : ( فاحكُم بيننا بالحقِّ ولا تُشطط ) [3] . والأصل فيه البعد من شطت الدار ، أي بعدت . يقال : شطّت الدار تشِطُّ وتشُطُّ شَطّا وشطوطاً : بعدت [4] . وشَطُّ النّهر حيثُ يَبْعُدُ عن الماء من حافته [5] .
[ شطن ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن الآجال : « ووصَلَ بالموتِ أسبابها ، وجَعله خالِجاً لأشْطَانِها » [6] .
الشَّطَنُ : الحَبْلُ ، وقيل الحبل الطويل الشديد الفتل يُستقى به وتُشدُّ به الخيل ، وشطنته ، إذا اشددته بالشَّطن . والخالجُ المسرعُ في الأخذ ، فاستعار الأشطان للحياة لامتدادها وطولها . وشَطَنت الدارُ تشْطُنُ شُطوناً : بَعُدت . وبئر شطون : بعيدة القعر في جرابها عوج . ورمحٌ شطون : طويل أعوج . وشطن عنه : بَعُدَ . وأشطنه : أبعده . وفي الحديث : كلّ هَوَىً شاطنٌ في النار . الشاطن :
البعيد عن الحق ، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره : كلّ ذي هوى ، وقد روي كذلك . والشيطان : فيعال من شطن ، إذا بعد ، فيمن جعل النون أصلاً ( 1 ) . وكلُّ عات متمرّد من الجنّ والإنس والدواب شيطان ( 2 ) . وقيل : الشيطان فعلان من شاط يشيط ، إذا هلك واحترق مثل هيمان وغيمان من هام وغام ( 3 ) . قال الزمخشري : واشتقاقه من شطن إذا بعد ، لبعده من الصلاح والخير ، ومن شاط إذا بطل ، إذا جعلت نونه زائدة ، ومن أسمائه الباطل ( 4 ) . وقال ابن الأثير : أو من استشاط غضباً ، إذا احتدّ في غضبه والتهب ( 5 ) . والعرب تُسمّي بعض الحيّات شيطاناً ، وقيل : هو حيّة له عُرْف قبيح المنظر ، قال رجل يذمّ امرأةٌ له :
عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حينَ أحْلِفُ * كمثل شيطانِ الحماطِ أعْرَفُ ( 6 ) وفي حديث قتل الحيّات : « حرّجوا عليه
