واستشرف الرجل : رَفَع رأسه لينظر إلى شيء . وكذلك إذا نظَر إلى إبل ليعتانها . وفي الحديث عن عليّ ( عليه السلام ) في الأضاحي قال : « أُمرِنا أن نستشرف العين والأُذُن » . أي نتفقدّهما لئلاّ يقع فيها نقص [1] . وقال ( عليه السلام ) : « من تمام الأضْحية استشراف أُذنها ، وسلامة عينها » [2] . وجاء في حديث الصادق ( عليه السلام ) أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال لجعفر الطيار : « يا جعفر ألا أمنحك ألا أُعطيك ، ألا أحبوك ، فقال له جعفر : بلى يا رسول الله ، قال : فظنّ الناس أنّه يعطيه ذهباً وفضّةً ، فتشرّف الناس لذلك » [3] .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) عن البصرة : « كأنّي أنظر إلى قريتكم هذه قد طبّقها الماء ، حتّى ما يُرى منها إلاّ شُرَف المسجد » [4] . الشُرفة : أعلى الشيء ، وما يوضع على أعالي القصور والمدن ، والجمع شُرَف . وأشرف الشيء : علا وارتفع ، وشرف البعير : سَنامه ، وشرّف الحائط : جعل له شُرْفة [5] . ومنه الحديث أنّ عليّاً ( عليه السلام ) رأى مسجداً بالكوفة قد شُرّف قال : كأنّه بيعة ، إنّ المساجد لا تُشرَّف ، تُبنى جُمّاً [6] . والجُمّ : جمع الأجمّ ، وهو البنيان الذي لا شُرَف له [7] . وفي الحديث : « لا تشرّف يُصبك سهم » . أي لا تتشرّف من أعلى الموضع [8] .
والشارف من الإبل : المُسنّ والمُسِنَّةُ ، والجمع شوارف وشُرَّف وشُرُف وشُرُوف ، وقال ابن الأعرابي : الشارف : الناقة الهِمّةُ ، والجمع شُرْف وشوارف مثل بازل وبُزْل [1] .
ومنه الحديث : « تخرج بكم الشُّرْف الجون ، قيل : يا رسول الله : وما الشُرْف الجون ؟ فقال : فِتن كقطع الليل المظلم » . شبّه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالنوق المُسنّة السود ، هكذا يُروى بسكون الراء ، وهو جمع قليل في جمع فاعل [2] . والجَون : الأسود من الإبل والأُنثى جَوْنةٌ ، والجمع الجون [3] .
[ شرق ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « أمرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الأضاحي أن نستشرف العين
