نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 79
أيا خاطبا ودي على النأي إنني * صديقك إن كنت الحسام المهندا فاني رأيت السيف أنصر للفتى * إذا قال قولا ماضيا أو توعدا انه يلحن له في هذا القول عن مؤازرته فيما يرومه ، وعن تقريبه إلى الدعوة له ، بيد انه لا يصارحه في ذلك كما يصارح أبا إسحاق الصابي . إن الصابي كان - خصوصا بعدما أفقده عضد الدولة كرامته ومقامه من كتابة ديوان الانشاء - يستميل الشريف بمثل قوله : ( أبا حسن لي في الرجال فراسة ) ، ويمنيه الأماني ويؤكد له المطامع والآمال ، ليستعيد مقامه الأول ، وربما كان حماس الشريف نفسه وتطلعه للخلافة يأخذ من الصابي مأخذه - وهو شاعر يستهويه الخيال فيتحول إلى حقيقة ماثلة - فيجد في ذلك ضوء لنيل آماله واستعادة كرامته ، ولكن الشريف كيف يجيب عن تلك الفراسة ، وبالأحرى المماذقة والمواربة ؟ . انه يعده بالمكافأة التامة ، ومشاطرة النعمة إن حصلت أمانيه وصدقت به الفراسة ، ولكنه بالآخرة يقول له غير متردد ولا شاك : فوالله لا كذبت ظنك إنه * لعار إذا ما عاد ظنك مخفقا فان الذي ظن الظنون صوادقا * نظير الذي قوى الظنون وحققا وسواء كان الصابي - الذي حلب الدهر أشطره - صادق النية ومخلصا للشريف أو مواربا كما أظن ، أو هو كما يقال [ 1 ] يزعم أن طالعه النجومي يدل على نيله الخلافة ، فان الشريف هو المنبه لشعور الصابي وأمثاله ، وهو هو الذي قد مازج حب الخلافة نفسه منذ صباه ، ولقد كان يستوحش إذا
( 1 ) عمدة الطالب .
ترجمة المؤلف 68
نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 79