نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 25
أتطمع أن تسلو على البعد والنوى * وأنت على قرب الديار عميد ولو قال لي العادون ما أنت مشته * غداة جزعنا الرمل قلت أعود أأصبر والوعساء بيني وبينكم * واعلام خبت ؟ إنني لجليد وإذا نحن عللنا إجادته في الرثاء بامتلاء نفسه بالهموم ، وفي الفخر بما حوى من عزة ومآثر ، وفي المدح برغبة الملوك فيه ورغبته في حصول أمانيه فما أجدرنا أن نعلل إجادته في هذا النوع من الغزل بما نعتقده أنه لم ينظم ذلك إلا للفن خالصا ، ونحن نعلم بأنه لم يرقص قلبه يوما لموعد وصل ولم تنكمد نفسه لو شك رحيل ، ولم ينادم غانية ، ولم يكن حتى في إبان شبيبته يسامر الظرفاء الذين يغازلون ويتغزلون ، وها هو ذا يقول : أضعت الهوى حفظا لعزمي وإنما * يصان الهوى في قلب من ضاع عزمه أسوم الهوى نفسا عزوفا عن الهوى * وقلبا يضم الحب غير حمول أين الغواني من طلابي وما * أطلب إلا الرائح الغادي الشعر الوصفي : ليس وصف المناظر الطبيعية والأشياء المحسوسة مما يضطر إليه الشاعر ، إلا ما جاء عفوا بتأثيرها على عواطفه وشعوره ، أو لاقتراح مقترح ، على أنه مظهر لقوة شاعريته وسعة خياله ، فتجد الشاعر الوصاف واسع الخيال قوي الادراك ، والعكس بالعكس ، فهذا إذا من الأسباب للشعر الوصفي قد يدعو الشاعر إليه ، وإذا تعدى هذه الأسباب فلا يكون إلا غرضا خاصا لا يحكم به ولا عليه في شئ . ولا تخلو غالبا أي قصيدة لأي شاعر من أوصاف وتشابيه مختلفة ،
ترجمة المؤلف 107
نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 25