نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 24
شاعر الحديد . وربما يؤكد ذلك في نفسه زيادة على ما انطبع عليه امتلاء مسامعه وجميع حواسه بالحروب التي وقعت في أيامه ببغداد وخارجها . النسيب والغزل : يندر الغزل في ديوانه بالقياس إلى غيره ، وليس ذلك ترفعا عن نظمه لأنه مخل بمقامه وهادم لشرفه ، كيف وله فيه الشئ الكثير وإن قل بالنسبة إلى غيره ، لكنا وجدناه يقول وشواهد الحال تصدقه : شغلت بالمجد عما يستلذ به * وقائم الليل لا يلوي على السمر من يعشق العز لا يعنو لغانيه * في رونق العز ما يغني عن الكدر والذي نقرؤه من مجموعتي أخلاقه وشعره ترفعه عن نوع من الغزل يستعمله الخلعاء أو ما يشبه العبث والمجون ، وهذا النوع قد لا تطاوعه شاعريته عليه لو أراده ، وهو الذي يخل بمقامه وشرفه ، لا غيره من الأنواع الجميلة المشهورة ، ولربما يستعصي عليه هذا الضرب الجميل أيضا لأنه لا يمتزج بهواجس نفسه وأخلاقه المنطبع عليها . وهذا هو سبب الندرة ، وسبب الانصراف غالبا عن الغزل الناشف إلى النسيب الذي تجلوه الرقة وتعلوه العفة ، وأي عفة هي التي تعلو قوله : خلونا فكانت عفة لا تعفف * وقد رفعت في الحي عنا الموانع سلوا مضجعي عني وعنها فإننا * رضينا بما يخبرن عنا المضاجع وأي رقة وعاطفة هي التي تجلو قوله : ولما تدانى البين قال لي الهوى * رويدا وقال القلب أين تريد
ترجمة المؤلف 106
نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 24