نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 23
لئن نلت الكواكب في ذراها * لقد أبقيت فضلا من منالي ولست بباسط كفي لأني * أرى الاملاك تقصر عن منالي ومن الغريب تطاوله على أبيه الذي لم يزل يستطيل به ويتمدح برعايته له فيقول : ولولا مراعاة الأبوة جزته * ولكن لغير العجز ما أتوقف أما تمجده بآبائه وإغراقه فيه فحدث عنه ولا حرج ، ومن المعجب ما ابتدعه فأبدع فيه من وصل فخر بمثله ، وجلاء شرف النسب بفضل حسب يوازنه ، إذ يقول معرضا ببعض حساده : هيهات لا أحسد ذا قدرة * ولو حوى عاقر أغماد ولو حسدت الفضل في أهله * حسدت آبائي وأجدادي أما اندفاعاته الحماسية وثوراته الملتهبة في التمدح بالبطولة والفتوة والأنفة والبسالة وما إلى ذلك فهو أكثر من اطرائه لآبائه بها وبغيرها مما حصل وحصلوا عليه ، والعامل الوحيد فيها هو تلك الأماني العالية والملكات المحمودة المنطبع عليها ، ولسنا بحاجة إلى التدليل على ذلك لان حياته تنتجه انتاجا منطقيا . وإذا استعرضنا الصفحة الواحدة من ديوانه نجد روحه الحماسية ممتزجة بسطورها ماثلة امام العين كعنوان لتلك الصحيفة ، لكنها نزهة عن كل عبث ومجون ، وقد يستدرجه الحماس حتى في مدائحه للملوك فيعرضه للخطر . وقد تشاهده في بعض الأحايين بطلا في معمعة يخوض الغمرات ويلقي نفسه في لهواتها ، ولو أردنا أن نتحدث عن ذلك الموقف لروعنا كل من وقف عليه من هوله وفزعه وليس من حقنا أن نروعه . ومن هذا نعتقد ان الشريف كما هو شاعر الاباء والعفة ، شاعر الحرب ، شاعر النخوة ،
ترجمة المؤلف 105
نام کتاب : حقائق التأويل نویسنده : الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 23