العظيم في أخذ القليل فما ظنّك بنفسك وأنت تأخذ أموال الناس بلا كيل ولا وزن .
* ( [ كَلَّا ] ) * ردع عمّا كانوا عليه من التطفيف والغفلة عن البعث أو بمعنى حقّا فحينئذ يكون متّصلا بما بعده * ( [ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ] ) * الكتاب بمعنى المكتوب كاللباس بمعنى الملبوس أو على حاله بمعنى الكتابة واللام للتأكيد وسجّين علم لكتاب جامع هو ديوان الشرّ وفيه ثبت أعمالهم من الفجور والمعاصي وقيل : المعنى إنّه كتب في كتابهم أنّهم يكونون في سجّين وهي في الأرض السابعة السفلى وعن البراء بن عازب قال : قال رسول اللَّه : سجّين أسفل سبع أرضين .
قال كعب الأحبار : إنّ روح الفجّار يصعد بها إلى السماء فيأبى السماء أن تقبلها ثمّ تهبط بها إلى الأرض فتدخل سبع أرضين حتّى ينتهي بها إلى سجّين وهو موضع جند إبليس وقيل : إنّ سجّين جبّ في جهنّم مفتوح والفلق جبّ في جهنّم مغطى ويكون لفظ السجّين من السّجن الَّذي هو الشدّة على وزن فعّيل مبالغة المسجون .
* ( [ وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ ] ) * أي بحيث لا يبلغه دراية أحد * ( [ كِتابٌ مَرْقُومٌ ] ) * الرقم الخطَّ الغليظ الجليّ أي هو كتاب بيّن الكتابة بحيث كلّ من نظر إليه يطَّلع على ما فيه بلا إمعان توجّه ، مشتمل على علامة دالَّة على شقاوة صاحبه وكونه من أصحاب النار .
* ( [ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ ] ) * أي الويل يوم يقوم الناس وأعطي ذلك الكتاب المرقوم لهم حاصل * ( [ لِلْمُكَذِّبِينَ ] ) * والويل كلمة جامعة لجميع أقسام العذاب والمحن * ( [ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ] ) * صفة ذامّة للمكذّبين ومفسّرة تكذيبهم بأنّهم كذّبوا يوم القيامة * ( [ وَما يُكَذِّبُ بِه ِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ] ) * أي متجاوز عن الحقّ إلى الباطل كثير الإثم والمعاصي ، منهمك في الشهوات بحيث حملته على الإنكار بيوم الجزاء .
ثمّ وصف سبحانه المعتدي بقوله : * ( [ إِذا تُتْلى عَلَيْه ِ آياتُنا ] ) * الناطقة بتصديق ذلك اليوم ووقوعه لا محالة وهي القرآن * ( [ قالَ ] ) * من فرط إعراضه عن الحقّ وجهله