الفراق من الدنيا وعبّر عمّا حصل له من المعرفة حينئذ بالظنّ لأنّ الإنسان لشدّة حبّه للحياة الدنيا ما دامت روحه متعلَّقة ببدنه يطمع في الحياة ولا ينقطع رجاؤه . قال الرازي : هذه الآية تدلّ على أنّ الروح جوهر قائم بنفسه باق بعد موت البدن لأنّ اللَّه سمّى الموت فراقا والفراق إنّما يكون إذا كانت الروح باقية فإنّ الفراق والوصال صفة وهي تستدعي وجود الموصوف .
* ( [ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ] ) * التفّت ساقه بساقه التواء إحداهما بالأخرى قال سعيد بن المسيّب : المراد بهما ساقاه حين تلفّان في أكعابه أو المراد التفّت شدّة فراق الدنيا بشدّة إقبال الآخرة على أنّ الساق مثل في الشدّة ، وجه المجاز أنّ الإنسان إذا دهمته شدّة شمّر لها عن ساقيه فقيل للأمر الشديد « ساق » من حيث إنّ ظهورها لازم لظهور ذلك الأمر وقيل : المعنى هو أن يضطرب فلا يزال يمدّ إحدى رجليه ويرسل الأخرى فيلفّ إحداهما بالأخرى وحاصل المعاني أنّه تتابعت عليه الشدائد فلا يخرج من شدّة إلَّا جاءته أشدّ منها .
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 30 إلى 34 ] إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ( 30 ) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ( 31 ) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ( 32 ) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِه ِ يَتَمَطَّى ( 33 ) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 34 )
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 30 إلى 34 ] إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ( 30 ) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ( 31 ) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ( 32 ) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِه ِ يَتَمَطَّى ( 33 ) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 34 ) * ( [ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ] ) * أي إلى اللَّه وإلى حكمه يساق الإنسان لا إلى غيره هنا لك والمساق مصدر ميميّ بمعنى السوق والألف واللام عوض عن المضاف إليه أي سوق الإنسان .[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 31 إلى 35 ] فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ( 31 ) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ( 32 ) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِه ِ يَتَمَطَّى ( 33 ) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 34 ) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 35 )
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 31 إلى 35 ] فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ( 31 ) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ( 32 ) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِه ِ يَتَمَطَّى ( 33 ) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 34 ) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ( 35 ) * ( [ فَلا صَدَّقَ ] ) * الإنسان ما يجب تصديقه من الرسول والقرآن أي لم يصدّق ف ( لا ) هنا بمعنى لم وحسّن دخول لا على الماضي تكراره كما تقول : لا قام ولا قعد .وقيل : معنى لا صدّق لم يؤدّ زكاته وتقديم الزكاة على الصلاة مع أنّ دأب القرآن تقديم ذكر الصلاة مراعاة الفواصل [ ولا صلَّى ] ما فرض عليه وفيه دلالة على أنّ الكفّار مخاطبون ومكلَّفون بالفروع * ( [ وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ] ) * كذّب القرآن والرسول وأعرض عن الطاعة .
* ( [ ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِه ِ يَتَمَطَّى ] ) * يرجع إلى أهله وبيته يختال في مشيه ويتبختر افتخارا بذلك والمطَّ هو المدّ فإنّ المتبختر يمدّ خطاه والتمدّد في المشي من لوازم