وهي وجوه الكفرة والمنافقين والبسر « 1 » الاستعجال بالشيء قبل أوانه وذلك بيان لحالهم قبل الانتهاء بهم إلى النار فخصّ لفظ البسر .
* ( [ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ ] ) * قيل : الظنّ هنا معناه اليقين وقيل : الظنّ بمعناه لا بمعنى اليقين لأنّه لو كان بمعنى العلم لكان « أن » بعده مخفّفة من المثقّلة ولا تقع أن المصدريّة بعد العلم ، أي تظنّ بالأمارات أن تعمل بها داهية تفقر وتكسر ظهورهم فيكون حال الوجوه الراجية للأحوال السارّة على الضدّ من حال الوجوه الظانّة الفاقرة لأنّ داهيتهم تقصم فقار الظهر ومنه سمّي الفقير فانّ الفقير كسر فقار ظهره فجعله فقيرا أي مفقورا ، فوجوه يومئذ ناظرة للتنوّر بنور الفيض والجنّة والإيصال بعالم السرور الدائم ووجوه كالحة باسرة لجهامة « 2 » ظلمة ما بها من الجحيم والبعد والأهوال وسوء الجيران .
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 26 إلى 30 ] كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ ( 26 ) وَقِيلَ مَنْ راقٍ ( 27 ) وَظَنَّ أَنَّه ُ الْفِراقُ ( 28 ) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ( 29 ) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ( 30 ) * ( [ كَلَّا ] ) * ردع عن إيثار العاجلة على الآجلة أي ارتدعوا عن ذلك وتنبّهوا لما بين أيديكم من الموت الَّذي ينقطع عنده ما بينكم وبين العاجلة من العلاقة * ( [ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ ] ) * الضمير للنفس أو الروح وإن لم يجر له ذكر لدلالة الكلام كقوله « 3 » :
« ما ترك على ظهرها من دابّة » والتراقي العظام المكتنفة بالحلق وكنّي بذلك عن الإسفاء « 4 » على الموت .
[ وَقِيلَ مَنْ راقٍ ] قال من حضره من أهله : هل من راق يرقيه وطبيب يشافيه ويداويه ؟ فلا يجدونه والتمسوا له الأطبّاء فلم يغنوا عنه من عذاب اللَّه شيئا . وقيل :
المعنى قالت الملائكة : من يرقي بروحه ، أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ؟ عن ابن عبّاس وجماعة .
* ( [ وَظَنَّ أَنَّه ُ الْفِراقُ ] ) * وأيقن المحتضر حين عاين ملك الموت ونزل ما به هو