responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 88


التسوية بين الموالي والمعادي ، فإذا كان محض الكرم لا يقتضي الاغترار به فكيف إذا انضمّ إليه صفة القهر وللَّه الأسماء المتقابلة ولذا قال سبحانه « 1 » : « نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرحيم وأنّ عذابي هو العذاب الأليم » .
وقيل : للفضيل بن عياض ما ذا تقول إن أقامك ربّك يوم القيامة وقال لك :
« ما غرّك بربّك الكريم » ؟ قال أقول : غرّتني ستورك المرخاة . قال الزمخشريّ :
قول الفضيل ليس باعتذار كما يظنّه الطمّاع ويظنّ به قصّاص الحشويّة ويروونهم من أئمّتهم إنّما قال : « بربّك الكريم » ليلقّن عبده الجواب حتّى يقول : غرّني كرمك الكريم .
* ( [ الَّذِي خَلَقَكَ ] ) * صفة ثانية مقرّرة للربوبيّة مبيّنة للكرم لأنّ الخلق إعطاء الوجود وهو خير من العدم ، منبّهة على أنّ من قدر على الخلق وما يليه بدءا قدر عليه إعادة * ( [ فَسَوَّاكَ ] ) * أي جعل أعضاءك سويّة معدّة لمنافعها كالبطش لليد والمشي للرجل والتكلَّم للَّسان إلى غير ذلك * ( [ فَعَدَلَكَ ] ) * وعدل بعض تلك الأعضاء ببعض بحيث لم تتفاوت مثل أن تكون إحدى اليدين أو الرجلين أو الأذنين أطول من الأخرى ، أو تكون إحدى العينين أدمع من الأخرى . قال أهل التشريح : إنّه تعالى ركّب جانبي هذه الجثّة على التساوي حتّى أنّه لا تفاوت بين نصيبه لا في العظام ولا في أشكالها ولا في الأوردة والأعصاب ، فكلّ ما في أحد الجانبين مساو لما في الجانب الآخر فيكون المعنى : فصرفك عن الخلقة المكروهة كما قال « 2 » :
« في أحسن تقويم » وقرئ « فعدّلك » بالتشديد .
* ( [ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ ] ) * الجارّ متعلَّق بركّبك ، و « ما » مزيدة لتعميم النكرة والعائد محذوف والمعنى ركّبك في أيّ صورة شاءها واقتضتها حكمته من القصر والطول والذكورة والأنوثة كما في الحديث « إنّ النطفة إذا استقرّت في الرحم أحضرها اللَّه كلّ نسب بينها وبين آدم وصوّرها في أيّ شبيه شاء » .


( 1 ) سورة الحجر : 49 - 50 . ( 2 ) سورة التين : 4 :

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست