ويتقوّله فقال سبحانه : « إنّه لقول رسول كريم » .
* ( [ ذِي قُوَّةٍ ] ) * شديدة كما رفع قرى قوم لوط القرى الأربع من الماء الأسود من سبع طبقات بقوادمه حتّى سمع أهل السماء نياح الكلب وأصوات الديكة ثمّ قلَّبها وفي كلّ مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذاري ، وصاح صيحة بقوم صالح فأصبحوا جاثمين ، وإنّه يهبط من السماء إلى الأرض ويصعد في أسرع من الطرف ، وإنّه رأى شيطانا يقال له الأبيض صاحب الأنبياء فدفعه دفعة رفيقة وقع من مكّة إلى أقصى جبل الهند ، وكذا رآه يكلَّم عيسى عليه السّلام على بعض الأرض المقدّسة فنفخه نفخة واحدة ألقاه إلى أقصى جبل الهند . وقيل : المراد من القوّة في أداء طاعة اللَّه وترك الإخلال بها من الخلق إلى آخر زمان التكليف .
* ( [ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ] ) * أي اللَّه ، أي عنده تعالى ذا مكانة رفيعة من المنزلة والتشريف لا عنديّة مكان .
* ( [ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ] ) * فيما بين الملائكة المقرّبين يصدرون عن أمره ويرجعون إلى رأيه لعلمهم بمنزلته عند اللَّه ، ومن طاعتهم أنّهم فتحوا أبواب السماء ليلة المعراج بقوله لرسول اللَّه ، وطاعة جبرئيل فريضة على أهل السماوات كما أنّ طاعة محمّد فريضة على أهل الأرض أي مطاع هناك أي في السماوات أمين على الوحي وقرئ « ثمّ » بضمّ الثاء فيكون للتراخي تعظيما لوصف الأمانة وتفضيلا لها على سائر الأوصاف فيكون على طريق الترقّي من صفاته الفاضلة إلى ما هو أفضل وأعظم وهو الأمانة .
* ( [ وَما صاحِبُكُمْ ] ) * يا أهل مكّة وهو رسول اللَّه عطف على جواب القسم * ( [ بِمَجْنُونٍ ] ) * كما تقولون ، ونسبة التصاحب لأنّه كان بين أظهرهم في مدّة متطاولة وقد جرّبوا عقله وأمانته فوجدوه أكمل منهم وهم لقّبوه بالأمين الصادق * ( [ وَلَقَدْ رَآه ُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ ] ) * أي وباللَّه رأى رسول اللَّه جبرئيل وأبصره في ناحية السماء ، والمبين من أبان اللازم بمعنى اللازم أي بمطلع الشمس من ناحية المشرق ، والمراد بالأفق هنا حيث تطلع الشمس استدلالا بوصفه بالمبين فإنّ نفس الأفق لا مدخل له في تبيين الأشياء وظهورها وإنّما يكون له مدخل في ذلك من حيث كونه مطلعا لكوكب منير