responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 7


وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن تنتظر الفلاحا وكذلك الناظرة بمعنى المنتظرة مثل قوله تعالى : « 1 » « وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ » أي فمنتظرة واستعمل النظر بمعنى الانتظار معدّى بإلى كثيرا كقول الآخر :
إنّي إليك لما وعدت لناظر نظر الفقير إلى الغنيّ الموسر ونظائره كثيرة .
ومنها أنّ معنى إلى في الآية اسم لا حرف وهو واحد الآلاء الَّتي هي النعم فإنّ في واحده أربع لغات إلى وإلا وألى وألي مثل جدي وسقط التنوين بالإضافة وليس لأحد أن يقول : إنّ هذا من قول المتأخّرين وقد سبقهم الإجماع ، فإنّا لا نسلَّم ذلك لما ذكرناه من أنّ عليّا والحسن البصريّ ومجاهد وغيرهم قالوا : المراد بذلك :
تنتظر الثواب .
ومنها أنّ المعنى قطعوا آمالهم عن كلّ شيء سوى اللَّه فكنّى سبحانه عن الطمع بالنظر كما أنّ الرعيّة تتوقّع نظر السلطان وتطمع إفضاله دون غيره .
فلو قيل : إذا كان المراد بالنظر نظر العين حقيقة وبمعنى الانتظار مجازا فكيف يحمل عليهما ؟ فالجواب أنّه عند المتكلَّمين في أصول الفقه يجوز أن يراد بلفظ واحد إذ لا تنافي بينهما وهو اختيار المرتضى ولم يجوّز أبو هاشم إلَّا إذا تكلَّم به مرّتين مرّة يريد النظر ومرّة يريد الانتظار .
فإن قيل : المنتظر لا يكون نعيمه خالصا فكيف يوصف أهل الجنّة بالانتظار فالجواب أنّ المنتظر لشيء لا يحتاج إليه وهو واثق بوصوله إليه لا يهتمّ بذلك ولا ينغّص عيشه وسروره بالانتظار وإنّما يلحق المنتظر الهمّ إذا كان يحتاج إلى ما ينتظره في الحال ويلحقه بفوته مضرّة . انتهى .
* ( [ وَوُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ ] ) * الظرف متعلَّق بقوله : * ( [ باسِرَةٌ ] ) * أي شديد العبوس مظلمة


( 1 ) سورة النمل : 35 .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست