قال ابن عبّاس : إنّ أطفال المشركين لا يعذّبون واحتجّ بهذه الآية فإنّه ثبت بها أنّ التعذيب لا يستحقّ إلَّا بالذنب .
* ( [ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ] ) * أي صحف الأعمال فإنّها تطوى عند الموت وتنشر عند الحساب فيقف على ما فيها فيقول « 1 » : « ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلَّا أحصاها » وعن مرثد بن وادعة : إذا كان يوم القيامة تطايرت الصحف من تحت العرش فيقع صحيفة المؤمن في يده في جنّة عالية مكتوب فيها ، ويقع صحيفة الكافر في يده مكتوب فيها في سموم وحميم وهي صحف غير صحف الأعمال فعلى هذا هذه الصحف غير صحف مثاقيل الذرّ والخردل والأعمال .
* ( [ وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ] ) * قلعت وأزيلت بحيث ظهر ما وراءها وهو الجنّة والعرش كما يكشط الإهاب عن الذبيحة والغطاء عن الشيء المستور به ومنه انكشط روعه أي زال .
* ( [ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ] ) * أي أوقدت للكافرين إيقادا شديدا وإسعار النار زيادة لهيبها لا حدوثها ابتداء وبه يندفع احتجاج من قال : النار غير مخلوقة الآن لأنّها تدلّ على أنّ تسعّرها معلَّق بيوم القيامة لأنّه يحصل فيه الزيادة والاشتداد * ( [ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ] ) * الإزلاف التقريب أي قربت للمتّقين ليدخلوها لقوله « 2 » : « وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ » ولعلّ المعنى من تقريب الجنّة تقريب أهل الجنّة إليها لا أنّها تزول عن مواضعها فالمراد حينئذ من التقريب التعكيس للمبالغة مثل قوله تعالى « 3 » : « وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ » حيث تعرض النار عليهم تحقيرا وإهانة فقلب مبالغة لتحقيرهم شأنا والمتّقين لتجليلهم وتفخيمهم عزّة ورفعة .
قال ابيّ بن كعب : ستّ آيات تظهر قبل القيامة بينما الناس في أسواقهم والميزان في أيديهم واللقمة في أفواههم إذ ذهب ضوء الشمس فبينما هم كذلك إذ تناثرت