اليابسة تؤبّ وتعدّ للشتاء وفي الحديث « خلقتم من سبع ورزقتم من سبع فاسجدوا للَّه على سبع » أراد بقوله خلقتم من سبع أي التارات : من نطفة ثمّ من علقة إلخ ، وبقوله :
رزقتم من سبع قوله : « حبّا وعنبا » إلى قوله : « أبّا » والحدائق خارجة عن السبع لأنّها منابت المذكورة وبقوله : فاسجدوا على سبع ، الأعضاء السبعة وهي الوجه واليدان والركبتان والرجلان .
* ( [ مَتاعاً لَكُمْ وَلأَنْعامِكُمْ ] ) * « متاعا » مفعول له أي فعل ذلك تمتيعا لكم ولمواشيكم فإنّ بعض النعم المعدودة طعام لهم وبعضها علف لدوابّهم ونفعه أيضا راجع لهم .
* ( [ فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ ] ) * شروع في أحوال معادهم أثر ذكر معاشهم والفاء للترتيب وبيان فناء هذه النعم عن قريب كما يشعر لفظ المتاع بسرعة زوالها وجواب « إذا » محذوف يدلّ عليه « يوم يفرّ » والصاخّة هي الداهية العظيمة الَّتي يصخّ لها الخلائق من صخّ لحديثه إذا استمع لأنّ الناس يصخّون لها في قبورهم وهي الصيحة الَّتي تصمّ الآذان لشدّة وقعها أو هي مأخوذة من صخّه بالحجر إذا صكّه فيكون الصاخّة حقيقة في النفخة والصيحة .
* ( [ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيه ِ وَأُمِّه ِ وَأَبِيه ِ وَصاحِبَتِه ِ وَبَنِيه ِ ] ) * والصاحبة الزوجة لعلمهم بأنّهم لا يعنون عنه شيئا وهذه الآية يشمل النساء كما يشمل الرجال ولكنّها خرجت مخرج كلام العرب حيث تدرج النساء في الرجال . ولا ينفع ذلك اليوم مال ولا بنون قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله : « لن يدخل أحدكم الجنّة بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول اللَّه ؟ قال : ولا أنّا إلَّا أن يتغمدني اللَّه بغفرانه » .
* ( [ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه ِ ] ) * استيناف وارد لبيان سبب الفرار أي الهمّ الَّذي حصل لهم بسبب ذلك اليوم قد ملأ صدره بحيث لم يبق فيه متّسعا فصار كالغنيّ الَّذي ملك شيئا كثيرا فاشتغل به والفرار حذرا من مطالباتهم بالتبعات مثل أن يقول الإنسان : ما واسيتني بمالك ، والأبوان يقولان : قصّرت في برّنا ، والصاحبة تقول : أطعمتني الحرام ، والبنون : لم ما أرشدتنا وما علَّمتنا . قال ابن عبّاس : مثل