قابيل من أخيه هابيل ونوح من ابنه ولوط من امرأته ، أو لأنّ المرء يفرّ من أقربائه لئلَّا يروا ما هو عليه من سوء الحال . وبالجملة ففي ذلك اليوم :
* ( [ وُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ] ) * « وجوه » مبتدء وإن كانت نكرة لكونها في حيّز التنوين ومفيدة و « مسفرة » خبره ، مضيئة متهلَّلة بنور أعمالهم من أسفر الصبح إذا أضاء وأشرق قال ابن عبّاس : إنّ ذلك من قيام الليل * ( [ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ] ) * بما تشاهد من النعيم والبهجة الَّدائمة والفراغة من الحساب ضاحكة من مسرّة العين مستبشرة من مسرّة القلب .
* ( [ وَوُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ ] ) * أي كدورة وهي غبرة الذلّ * ( [ تَرْهَقُها ] ) * وتعلوها وتغشاها * ( [ قَتَرَةٌ ] ) * سواد وظلمة كالدخان ووجه الزنجيّ ، وهذه الظلمة من الكذب في الدنيا * ( [ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ] ) * أي أولئك الموصوفون هم الجامعون بين الكفر والفجور ، أو الكفرة في حقوق اللَّه الفجرة في حقوق العباد .
واستدلَّت الخوارج بهذه الآية على أنّ من ليس بمؤمن لا بدّ وأن يكون كافرا فإنّ اللَّه قسّم الوجوه بهذين القسمين ، قال الطبرسيّ : ولا تعلَّق لهم به لأنّه سبحانه ذكر هنا قسمين من الوجوه ولم يذكر وجوه الفسّاق من أهل الصلاة فيمكن أن يكون لها صفة أخرى بأن يكون عليها غبرة لا تغشاها قترة أو يكون عليها لون آخر تمّت السورة بعون اللَّه