أنشره من قبره وهذا إذا كان لائقا لقبره مثل أنّ المشرك إذا دفن بمكّة تنقله الملائكة إلى موضع لائق به . وفي الحديث « من مات من امّتي يعمل عمل قوم لوط نقله اللَّه إليهم ثمّ يحشر معهم » وفي حديث آخر « من مات وهو يعمل عمل قوم لوط ساربه قبره حتّى يصير معهم ويحشر يوم القيامة معهم » .
* ( [ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَه ُ ] ) * ردع للإنسان عمّا هو عليه وقيل : معناه حقّا و « لمّا » بمعنى لم وليس فيه معنى التوقّع وما في « لمّا » صلة دخلت للتأكيد كقوله « 1 » : « فبما رحمة من اللَّه » وما في « ما أمره » موصولة وعائده محذوف والتقدير ما أمره به والمعنى لم يقض الإنسان ما أمره اللَّه به من الإيمان والطاعة ولم يؤدّ حقّه كما ينبغي قيل :
هو على العموم في الكافر والمؤمن لم يعبدوه حقّ عبادته أو المراد الجنس لكن لا على الإطلاق بل على أنّ مصداق الحكم بعدم القضاء بعض أفراده وقد أسند إلى الكلّ بحكم المجانسة أو يكون بطريق رفع إيجاب الكلَّي دون السلب الكلَّي مع أنّ جمع الأفراد يقتضي أن لا يتخلَّف أصلا .
[ سورة عبس ( 80 ) : الآيات 24 إلى 42 ] فَلْيَنْظُرِ الإِنْسانُ إِلى طَعامِه ِ ( 24 ) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ( 25 ) ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا ( 26 ) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا ( 27 ) وَعِنَباً وَقَضْباً ( 28 ) وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا ( 29 ) وَحَدائِقَ غُلْباً ( 30 ) وَفاكِهَةً وَأَبًّا ( 31 ) مَتاعاً لَكُمْ وَلأَنْعامِكُمْ ( 32 ) فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ ( 33 ) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيه ِ ( 34 ) وَأُمِّه ِ وَأَبِيه ِ ( 35 ) وَصاحِبَتِه ِ وَبَنِيه ِ ( 36 ) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه ِ ( 37 ) وُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ( 38 ) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ( 39 ) وَوُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ ( 40 ) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ( 41 ) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ( 42 ) * ( [ فَلْيَنْظُرِ الإِنْسانُ إِلى طَعامِه ِ ] ) * شروع في تعداد النعم المتعلَّقة ببقائه بعد ذكر النعم المتعلَّقة بحدوثه أي فلينظر الإنسان إلى طعامه الَّذي عليه يدور أمر معاشه كيف دبّرناه . وفي الحديث « إنّ مطعم ابن آدم جعله اللَّه مثلا للدنيا وإن تابله « 2 » وأبزاره العطرة إلى ماذا يصير ويؤول » .