الكتابة معنى السفر أي الكشف والتوضيح والكاتب السافر لأنّه يكشف ويبيّن الشيء وسمّي السفر بفتحتين سفرا لأنّه يكشف ويكشف عن أخلاق المرء ولعلّ إضافة التطهير إلى الكتب لطهارة من يمسّها من الملائكة قال القرظيّ في قوله « 1 » :
« لا يَمَسُّه ُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ » : هؤلاء السفرة الكرام * ( [ كِرامٍ ] ) * عند اللَّه * ( [ بَرَرَةٍ ] ) * أتقياء لتقدّسها عن الموادّ ونزاهة جواهرها عن التعلَّقات مطيعون للأمر .
* ( [ قُتِلَ الإِنْسانُ ] ) * دعاء عليه بأشنع الدعوات فإنّ القتل غاية شدائد الدنيا وفسّر بعض القتل باللعن * ( [ ما أَكْفَرَه ُ ] ) * أي ما أشدّ كفره باللَّه مع كثرة إحسانه إليه . وفي الآية تعجيب من اللَّه لخلقه وهو منزّه عن العجب أي اعجبوا من كفره .
* ( [ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَه ُ ] ) * خلقه من شيء مهين حقير * ( [ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَه ُ فَقَدَّرَه ُ ] ) * وهيّأه لما يصلح له من الأعضاء والأشكال ومن كان أصله من هذا الشيء المهين القذر كيف يليق به التجبّر والكفر والكبر .
* ( [ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَه ُ ] ) * أي سهّل مخرجه بعد أن خلقه أطوارا إلى أن أخرجه من بطن أمّه بأن فتح فم الرحم قبل الولادة وجعله ينقلب ويصيّر رجله من فوق ورأسه من تحت ولولا ذلك لا يمكنها أن تلد وقيل : المراد يسر له سبيل الخير والشرّ وخيّره ومكّنه من فعل الخير واجتناب الشرّ .
* ( [ ثُمَّ أَماتَه ُ فَأَقْبَرَه ُ ] ) * فقبض روحه بعد انقضاء أجله فجعله في قبر يوارى فيه تكرمة له ولم يدعه مطروحا على وجه الأرض كسائر الحيوان والهم كيف يدفن يقال : أقبرته جعلت له مكانا يقبر ويدفن فيه وعدّ الإماتة من النعم بالنسبة إلى المطيع فإنّه بالموت يتخلَّص من سجن الدنيا وهو تحفة ووصلة إلى الحياة الأبديّة والنعيم السرمديّة وإنّما كان مفتاح كلّ بلاء بالنسبة إلى العاصي والكافر من سيّئات أعماله وسوء اعتقاده أو ذكره للتخويف والتذكير وهو أيضا نعمة .
* ( [ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَه ُ ] ) * وأحياه وبعثه وفي تعليق النشر بالمشيّة إيذان بأنّ وقته وحصوله تابع لمشيّته غير متعيّن لكم وحاصل المعنى أنّه متى حان حين بعثه ونشره