responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 6


الانتظار . واختلف من حمله على نظر العين علي قولين :
أحدهما أنّ المراد إلى ثواب ربّها ناظرة أي هي ناظرة إلى نعيم الجنّة حالا بعد حال فيزداد سرورها بذلك . والمراد من الوجوه أصحاب الوجوه روي ذلك عن جماعة من علماء المفسّرين من الصحابة والتابعين لهم وغيرهم وحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقام المضاف كما في قوله « 1 » : « وَجاءَ رَبُّكَ » أي أمر ربّك وقوله « 2 » :
« وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ » أي إلى طاعة العزيز الغفّار وقوله : « 3 » « إنّ الَّذين يؤذون اللَّه » أي أولياء اللَّه .
والقول الثاني أنّ النظر بمعنى الرؤية أي الوجوه تنظر معاينة ، رووا عن الكلبيّ ومقاتل وعطا وغيرهم من أهل السنّة . وهذا لا يجوز لأنّ كلّ منظور إليه بالعين مشار إليه بالحدقة واللحاظ ، واللَّه يتعالى عن أن يشار إليه بالعين كما يجلّ عن أن يشار إليه بالأصابع وأيضا إنّ الرؤية بالحاسّة لا تتمّ إلَّا بالمقابلة والتوجّه واللَّه يتعالى عن ذلك لأنّ رؤية الحاسّة لا تتمّ إلَّا باتّصال الشعاع بالمرئيّ واللَّه منزّه عن اتّصال الشعاع به . ثمّ إنّ النظر في اللغة لا يفيد الرؤية وإنّما يفيد طلب الرؤية بدلالة قولهم : نظرت إلى الهلال فلم أره ، فلو أفاد النظر الرؤية لكان هذا الكلام ساقطا متناقضا ولأنّا نعلم الناظر ناظرا بالضرورة ولا نعلمه رائيا بالضرورة بدلالة أنّا نسأله : هل رأيت أم لا ؟ ففسد القول الأوّل بالرؤية إرادة المعاينة .
وأمّا من حمل النظر في الآية على الانتظار فإنّهم اختلفوا على أقوال :
أحدها أنّ المعنى منتظرة لثواب ربّها روي ذلك عن مجاهد والحسن وسعيد ابن جبير والضحّاك وهو المرويّ عن عليّ عليه السّلام . ومن اعترض على هذا أنّ النظر بمعنى الانتظار لا يتعدّى بإلى ولا يقال : انتظرت إليه وإنّما يقال : انتظرته ، فالجواب عنه على وجوه : منها أنّه قد جاء كثيرا في كلام العرب بمعنى الانتظار معدّى بإلى نحو قوله :


( 1 ) سورة الفجر : 22 . ( 2 ) « المؤمن : 42 . ( 3 ) « الأحزاب : 57 .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست