وتعلو على الخلائق وهي يوم القيامة قيل : هي النفخة الثانية وقيل : إنّ ذلك حين يساق أهل الجنّة إلى الجنّة وأهل النار إلى النار .
* ( [ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسانُ ما سَعى ] ) * أي تجيء الطامّة في يوم يتذكّر الإنسان ما عمله من خير أو شرّ بأن يشاهده مدوّنا في صحيفة أعماله * ( [ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ ] ) * وظهرت ظهورا بيّنا بعد أن كانوا يسمعون بها والمراد جهنّم * ( [ لِمَنْ يَرى ] ) * كائنا من كان على ما يفيد كلمة من ، فإنّه من ألفاظ العموم . فرآها الخلق مكشوفا عنها الغطاء يروى أنّها تتلظَّى فرآها كلّ ذي بصر مؤمن وكافر وقوله : « وبرّزت الجحيم للغاوين » لا ينافي أن يراها المؤمن حين يمرّون عليها مجاوزين الصراط وقيل للكافرين لأنّ المؤمن يقول : أين النار الَّتي توعّدنا بها ؟ فيقال : مررتموها وهي خامدة .
* ( [ فَأَمَّا مَنْ طَغى ] ) * وجاوز الحدّ في العصيان وتمرّد عن الطاعة * ( [ وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا ] ) * الفانية وقدّمها واختارها ولم يستعدّ للآخرة بالإيمان والطاعة * ( [ فَإِنَّ الْجَحِيمَ ] ) * الموصوفة * ( [ هِيَ الْمَأْوى ] ) * لا غيرها ولا يخرج منها .
* ( [ وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّه ِ ] ) * أي مقامه بين يدي مالك أمره لعلمه بالمبدأ والمعاد .
والمقام إمّا مصدر ميميّ بمعنى القيام أو اسم مكان بمعنى موضع القيام * ( [ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ] ) * عن الميل إليه بحكم الجبلَّة البشريّة ولم يعتدّ بمتاع الحياة الدنيا وزهرتها وزخارفها علما منه بوخامة عاقبتها ، وفي الحديث « إنّ أخوف ما أتخوّف على امّتي الهوى وطول الأمل أمّا الهوى فيصدّ عن الحقّ وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة » قال أصحاب السلوك : الهوى عبارة عن الشهوات الستّ المذكورة في قوله : « 1 » « زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعامِ وَالْحَرْثِ » وقد أدرجها اللَّه في أمر واحد وهو الهوى في الآية وقلَّما يخلص إنسان من الهوى * ( [ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ] ) * أي نهيها عن جميع الهوى على أنّ اللام للاستغراق وإلَّا فلا معنى للحصر لأنّ المؤمن الفاسق قد يدخل