responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 5


وإن أسبل « 1 » الإنسان الستور ليخفي ما يعمل فإنّ نفسه شاهدة عليه .
[ سورة القيامة ( 75 ) : الآيات 16 إلى 25 ] لا تُحَرِّكْ بِه ِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِه ِ ( 16 ) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَه ُ وَقُرْآنَه ُ ( 17 ) فَإِذا قَرَأْناه ُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه ُ ( 18 ) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَه ُ ( 19 ) كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ ( 20 ) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ ( 21 ) وُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ( 22 ) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ( 23 ) وَوُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ ( 24 ) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ ( 25 ) [ لا تُحَرِّكْ بِه ِ ] أي بالقرآن [ لِسانَكَ ] ما دام جبرئيل يقرء ويلقي عليك [ لِتَعْجَلَ بِه ِ ] بأخذه مخافة أن ينفلت وكان صلَّى اللَّه عليه وآله إذا نزل عليه القرآن عجّل بتحريك لسانه لحرصه على ضبطه .
[ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَه ُ ] في صدرك بحيث لا يخفى عليك شيء من معانيه [ وَقُرْآنَه ُ ] أي إثبات قراءته في لسانك بحيث تقرءه متى شئت فالقرآن مصدر بمعنى القراءة كالغفران بمعنى المغفرة ، والقراءة ضمّ الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل لكن لا يقال ذلك لكلّ جمع فلا يقال : قرأت القوم إذا جمعتهم .
[ فَإِذا قَرَأْناه ُ ] أي أتممنا قراءته عليك بلسان جبرئيل ، وإسناد القراءة إلى نون العظمة للمبالغة في التأنّي [ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه ُ ] أي فاشرع فيه بعد فراغ جبرئيل منه بلا مهلة ، وحاصل المعنى أنّه إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به .
* ( [ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَه ُ ] ) * أي بيان ما أشكل من معانيه وأحكامه وسمّي ما يشرح المبهم من الكلام بيانا ، وليس في الآية ما يدلّ على جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة كما زعمه بعض وإنّما يدلّ على تأخير البيان عن وقت الخطاب .
* ( [ كَلَّا ] ) * أي لا يتدبّرون القرآن وما فيه من البيان * ( [ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ ] ) * أي أنتم تختارون الدنيا على العقبى فتعملون للدنيا لا للآخرة جهلا منكم وسوء اختيار .
ثمّ بيّن سبحانه حال الناس في الآخرة فقال : * ( [ وُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ ] ) * يعني يوم القيامة * ( [ ناضِرَةٌ ] ) * ناعمة بهجة حسنة ، والنضرة طراوة البشرة وجمالها والناضر الغضّ الناعم من كلّ شيء . ووجوه مبتدء وناضرة خبره وصحّ وقوع النكرة مبتدء لأنّ المقام مقام تفصيل * ( [ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ] ) * قوله : « ناظِرَةٌ » خبر ثان للمبتدأ والنظر تقليب البصر وتوجيه البصيرة لإدراك الشيء واللَّه منزّه عن الإدراك بالبصر .
واختلف في معنى النظر على وجهين : أحدهما أنّ معناه نظر العين والثاني أنّه


( 1 ) أسبل الستر : أرخاه .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست