قوله * ( [ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ] ) * شروع في بيان محاسن أحوال المؤمنين أي إنّ للَّذين يتّقون الكفر والكبائر فوزا وظفرا بمباغيهم أو موضع فوز ، فالمفاز على الأوّل مصدر ميميّ وعلى الثاني اسم مكان .
* ( [ حَدائِقَ وَأَعْناباً ] ) * بدل من « مفاز » بدل الاشتمال إذا كان مصدرا ميميّا لأنّ الفوز يدلّ عليه دلالة التزاميّة ، وبدل البعض إذا كان اسم مكان والحديقة الروضة ذات الأشجار والماء تكون محوطة سمّيت تشبيها بحدقة العين في الهيئة من التحوّط وحصول الماء فيها .
* ( [ وَكَواعِبَ ] ) * جمع كاعبة كعبت المرأة ظهر ثديها وبدت للارتفاع ونهدت * ( [ أَتْراباً ] ) * مستويات في السنّ ، لدات في الميلاد ، تشبيها في التساوي بالترائب الَّتي هي ضلوع الصدر قيل : إنّهنّ في سنّ ستّ عشر لكونها نصف سنّ الرجال لأنّ سنّ أهل الجنّة في ثلاث وثلاثين ويدلّ على هذا المعنى وصفهنّ بالكعوب وهذه الكيفيّة في الثدي يحصل في هذا السنّ من البنات .
* ( [ وَكَأْساً دِهاقاً ] ) * أي مملوءة بالخمر « دهاقا » أي مدهقة مبالغة في امتلائها يقال :
أدهق الحوض ودهقه ملأه .
* ( [ لا يَسْمَعُونَ ] ) * أي المتّقون * ( [ فِيها ] ) * في الحدائق * ( [ لَغْواً وَلا كِذَّاباً ] ) * لا ينطقون بلغو وهو من الكلام ما يطرح لعدم الفائدة فيه ولا يكذب بعضهم بعضا بخلاف مجالس الدنيا من الشرب ولا يكذّب بعضهم كلام الآخر بخلاف المصاحبين في الدنيا .
* ( [ جَزاءً مِنْ رَبِّكَ ] ) * أي فعل بالمتّقين ما فعل جزاء من اللَّه على تصديقهم باللَّه وبرسوله وعملوا بكتابه * ( [ عَطاءً ] ) * أي أعطاهم اللَّه إعطاء * ( [ حِساباً ] ) * أي كافيا على قدر ما يشتهون أو على مقابلة صحّة حسابهم مع اللَّه في الدنيا بما وعد سبحانه لهم من عشرة وسبعمائة والمضاعفة وهو داخل في الحسب والتقدير ، والحسب بمعنى التقدير والقدر ، فيكون المعنى عطاء بحساب . والعطاء يستعمل في موضع الفضل لا في موضع الاستحقاق والفضل موهبة من اللَّه يختصّ بها من يشاء .