responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 50


النار إذا ألقوا فيه سألوا اللَّه أن يعذّبهم في النار ألف سنة لمّا رأوه أهون عليهم من عذاب الزمهرير يوما واحدا .
وقال شهر بن حوشب : الغسّاق واد في النار فيه ثلاثمائة وثلاثون شعبا في كلّ شعب ثلاثمائة وثلاثون بيتا ، وفي كلّ بيت أربع زوايا في كلّ زاوية شجاع كأعظم ما خلق اللَّه من الخلق في رأس كلّ شجاع سمّ ، قال ابن مسعود : لو علم أهل النار أنّهم يلبثون في النار عدد حصى الدنيا لفرحوا ولو علم أهل الجنّة أنّهم يلبثون في الجنّة عدد حصى الدنيا لحزنوا .
أقول : وأمّا ما قاله بعض حكماء الإسلام من أنّ الكفّار بعد مضيّ الأحقاب ينقطع عنهم العذاب فألفوا العذاب وتعوّدوا به ولم يتألَّموا منه ويؤول أمرهم إلى أن يتلذّذوا بالنار حتّى لو هبّ عليهم نسيم الجنّة استكرهوه وتعذّبوا به كالجعل يتألَّم من الورد ويحصل لهم حالة جسم السمندري أو أنّ النار يحرق الكفّار في عوض شرك يوم من أيّام الدنيا ألف سنة من سني الآخرة ثمّ بعد مرور الأحقاب ينقطع العذاب عنهم .
فذلك بمعزل عن القبول ومن قال به كذّب بالقرآن بل كذّب بجميع كتب السماويّة والأنبياء مثل عبد الكريم الجيلانيّ في كتابه المسمّى « إنسان الكامل » وابن العربيّ والبسطاميّ وأمثالهم ممّن أظهروا الباطل في صورة الحقّ وقالوا : إنّ الآيات الَّتي يدلّ على خلودهم في النار بحيث يتألَّمون بالتعذيب إنّما يدلّ على الزمان الطويل لا على التألَّم وإنّما يعذّبون مدّة طويلة ثمّ هم خالدون إلَّا أنّهم غير معذّبين وتكلَّفوا في ظاهر القرآن والنصوص بالتأويلات القبيحة المستحسنة الظاهرة مثل أنّه سبحانه تمدّح بالعفو والمغفرة ولم يتمدّح بالتعذيب وقالوا :
صورة العذاب دائمة ولكنّهم بعد أحقاب من العذاب يتنعّمون من العذاب كما قال ابن العربيّ « يميت فتجري فيهم تلك السموم الشديدة حتّى يتخدّروا بذلك فيحصل لهم أعظم اللذّة والنعيم » ولو كان الأمر كما زعموا فلم يتمنّون الموت

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست