responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 49


ودهورا متتابعة كلَّما مضى حقب تبعه حقب آخر إلى غير نهاية وأصل الحقب من الترادف والتابع يقال : أحقب إذا أردف وقيل : إنّ الأحقاب ثلاثة وأربعون حقبا كلّ حقب سبعون خريفا كلّ خريف سبعمائة سنة كلّ سنة ثلاثمائة وستّون يوما واليوم ألف سنة من أيّام الدنيا كما روي عن ابن عبّاس . وقال بعض :
الحقب الواحد سبعون ألف ، اليوم منها ألف سنة من أيّام الدنيا كما قال به الحسن البصرىّ . قال الفيروزآباديّ : الحقبة بالكسر من الدهر مدّة لا وقت لها .
وبالجملة فإن قيل : إنّ في معنى الأحقاب ما يدلّ على التناهي وخروجهم منها ؟
فدلالته من قبيل المفهوم فلا يعارض المنطوق الدالّ على خلود الكفّار كقوله تعالى : « 1 » « يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ » وأمثالها كثيرة الدالَّة على الخلود الأبديّ . وقيل : هذا التوقيت لأنواع العذاب لا لمكثهم في النار . وقيل : إنّه يعني به لأهل التوحيد عن خالد بن معدان وروى نافع عن ابن عمر قال : قال رسول اللَّه : لا يخرج من النار من دخلها حتّى يمكث فيها أحقابا والحقب بضع وستّون سنة والسنة ثلاثمائة وستّون يوما كلّ يوم كألف سنة ممّا تعدّون فلا يتّكلنّ أحد أن يخرج من النار .
* ( [ لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً ] ) * والذوق وإن كان في العرف للقليل لكنّه صالح للكثير لوجود الذوق في الكثير أيضا والمراد بالبرد ما يروّحهم وينفّس عنهم حرّ النار وإلَّا فهم يذوقون في جهنّم برد الزمهرير . وكنّي بالبرد عن الروح وبما يجد الإنسان من اللذّة في الحرّ من البرد أو المراد من البرد النوم قاله أبو عبيدة : واستشهد « فيصدني عنها وعن قبلاتها البرد » أي النوم « وَلا شَراباً » أي ماء إلَّا الحميم وهو الماء الحارّ المغيور « وَغَسَّاقاً » وهو صديد جهنّم وما يسيل من جلود أهل النار وقيحهم والاستثناء منقطع أي لكن يذوقون الحميم والغسّاق وإن فسّر الغسّاق بالزمهرير فاستثناؤه من البرد والتأخير ليوافق رؤوس الآي .
وعن ابن مسعود : الغسّاق لون من ألوان العذاب وهو البرد الشديد حتّى أنّ أهل


( 1 ) سورة النساء : 40 .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست