كانت لا فطور فيها وصيغة الماضي للدلالة على التحقّق * ( [ فَكانَتْ أَبْواباً ] ) * ذات أبواب كثيرة لنزول الملائكة نزولا غير معتاد وقيل : المراد من الفتح الكشف بإزالتها عن مكانها كما قال تعالى : « 1 » « وإذا السماء كشطت » أي تكشط فيصير مكانها طرقا لا يسدّها شيء .
* ( [ وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ ] ) * والمسيّر هو اللَّه بعد قلعها عن مقرّها وتنبّس « 2 » ثمّ يفرّقها في الهواء وذلك قوله * ( [ فَكانَتْ سَراباً ] ) * السراب ما تراه نصف النهار وهو اللامع في المفازة كالماء وذلك لانسرابه وجريانه في مرأى العين أي فصارت بتسيّرها مثل السراب أي شيئا كلا شيء لانبثات جواهرها .
فللجبال حالات فأوّل حالاته الاندكاك كما قال : « 3 » « وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً » وحالتها الثانية أن تصير كالعهن المنفوش « 4 » والثالثة أن تصير كالهباء وذلك بأنّ تتبدّد كما قال : « 5 » « فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا » والرابعة أن ينسف لأنّها مع الأحوال المتقدّمة كانت قارّة مبثوثة على الأرض فنسفت بالرياح وهو المراد من قوله : « 6 » « يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً » وحالته الخامسة أن تصير سرابا .
* ( [ إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً ] ) * أي إنّها في حكم اللَّه موضع رصد يرصد فيه وخزنة جهنّم يرصدون الكفّار ليعذّبوهم فيها فالمرصاد اسم للمكان الَّذي يرصد فيه ويستعمل للمحلّ الَّذي اختصّ بالترغيب والجواز عليه .
* ( [ لِلطَّاغِينَ مَآباً ] ) * أي كائنا للَّذين جاوزوا حدود اللَّه مرجعا يرجعون إليه .
* ( [ لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ] ) * حالكونهم مستقرّين في جهنّم أزمانا كثيرة لا نهاية لها