عامّ والفاء فصيحة تفصح عن جملة قد حذفت ثقة بدلالة الحال عليها أي فتبعثون من قبوركم فتأتون إلى الموقف أفواجا والفوج الجماعة المارّة المسرعة .
وسأل معاذ عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من ذلك اليوم فقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « يا معاذ سألت عن أمر عظيم » ثمّ أرسل صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم عينيه وقال : « تحشر عشرة أصناف من أمّتي بعضهم على صورة القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكوسون أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها وبعضهم عمي وبعضهم بكم وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلات « 1 » على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذّرهم أهل الجمع وبعضهم مقطَّعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلَّبون على جذوع من نار وبعضهم أشدّنتنا من الجيف وبعضهم ملبسون جبابا سابغة من القطران لازقه بجلودهم فأمّا الَّذين على صورة القردة فالقتّات أي النّمام من الناس « 2 » وأمّا الَّذين على صورة الخنازير فأهل السحت أي الحرام لأنّه يسحت الدّين والمروّة ويستأصلهما وأمّا المنكوسون على وجوههم فآكلة الربا ( والتنكيس تعكيس هيئة القيام على الرجل بأن تجعل الرجل أعلى والرأس أسفل ) وأمّا العمي فالَّذين يجورون في الحكم ، وأمّا البكم فالمعجبون بأعمالهم ، وأمّا الَّذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصّاص الَّذين خالف قولهم أعمالهم ، وأمّا الَّذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصّاص الَّذين خالف قولهم أعمالهم ، وأمّا الَّذين قطَّعت أيديهم وأرجلهم فهم الَّذين يؤذون جيرانهم ، وأمّا المصلَّبون على جذوع النار فالسعادة بين الناس إلى السلاطين ، وأمّا الَّذين هم أشدّ نتنا من الجيف فالَّذين يتّبعون الشهوات واللَّذّات ويمنعون حقّ اللَّه في أموالهم ، وأمّا الَّذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والخيلاء انتهى .
* ( [ وَفُتِحَتِ السَّماءُ ] ) * عطف على ينفخ أي تفتح وتشقّ السماء من هيبة اللَّه بعد أن