ولا منافاة بين هذا وبين قوله تعالى « 1 » : « فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً » فإنّ ابتداء المطر إن كان من السماء يكون الإنزال منها إلى السحاب ومنه إلى الأرض وإلَّا فإنزاله منها باعتبار تكون بأسباب سماويّة من جملتها حرارة الشمس باعتبار السببيّة واللَّه خالق الأسباب ومسبّبها .
* ( [ لِنُخْرِجَ بِه ِ ] ) * بذلك الماء بسبب وصوله إلى الأرض واختلاطه بها وهذه اللام لام المصلحة عند الأشاعرة ولام الغرض عند المعتزلة * ( [ حَبًّا وَنَباتاً ] ) * والحبّ اسم جنس يشمل ما يكون قوتا للإنسان ويقوم به بدنه كالحنطة والشعير وأمثالها ونباتا كثيرا يعتلف به كالتبن والكلاء . وتقدّم ذكر الحبّ مع تأخّره عن النبات في الإخراج والوجود لأصالته .
* ( [ وَجَنَّاتٍ ] ) * ليتفكّه بها الإنسان قال الفرّاء : الجنّة ما فيه النخيل والفردوس ما فيه الكروم والجنّة في الأصل هي السترة تطلق على النخل والأشجار المتكاثفة بأغصانها وتطلق على الأرض ذات الشجر * ( [ أَلْفافاً ] ) * أي ملتفّة تداخل بعضها في بعض وألفاف قيل : لا واحد له كالأوزاع والأخياف « 2 » ، والأوزاع بمعنى الجماعات وقيل :
واحده لفّ ككنّ وأكنان أو مفردة لفيف أو هو جمع لفّ جمع لفاء كخضر وخضراء فتكون ألفاف جمع الجمع والمراد من هذه الآيات بيان قدرته على البعث من ذكر الدلائل الآفاقيّة والأنفسيّة والاستبعاد من إنكارهم واختلافهم في وقوعه مع هذه الشواهد .
* ( [ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ ] ) * بين الخلائق * ( [ كانَ ] ) * في تقديره وعلمه * ( [ مِيقاتاً ] ) * وميعادا للأوّلين والآخرين ووقت ظهور ما وعد اللَّه من البعث والجزاء .
* ( [ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ] ) * بدل من « يوم الفصل » أو عطف بيان له مفيد لزيادة تفخيمه وتهويله وذلك الوقت واليوم زمان ممتدّ يقع في مبدئه النفخة وفي بقيّته الفصل . والصور القرن النورانيّ المعروف والنافخ إسرافيل * ( [ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً ] ) * خطاب