* ( [ وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ] ) * أي حياة تبعثون فيه من نومكم ووقت معاشكم ومبتغي عيشكم .
* ( [ وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً ] ) * أي سبع سماوات محكمة أتقنّا صنعها وأوثقنا بناءها لا يؤثّر فيها مرّ الدهور وكرّ العصور . والتعبير عنها بالبناء مبنيّ على تنزيلها منزلة القباب المضروبة على الخلق .
* ( [ وَجَعَلْنا ] ) * أنشأنا * ( [ سِراجاً وَهَّاجاً ] ) * هو الشمس والتعبير عنها بالسراج من روادف التعبير عن خلق السماوات بالبناء وهّاجا ووقّادا متلألئا من وهجت النار إذا أضاءت أو بالغا في الحرارة من الوهج وهو الحرّ أي جامعا بين النور والحرارة .
قيل : إنّ الشمس والقمر خلقا في بدء أمرهما من نور العرش ويرجعان في القيامة إلى نور العرش روى عكرمة عن ابن عبّاس أنّه قال : ألا أحدّثكم بما سمعت من رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يقول في الشمس والقمر وبدء خلقهما ؟ قال قلنا : بلى يرحمك اللَّه فقال : إنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم سئل عن ذلك فقال صلَّى اللَّه عليه وآله : « إنّ اللَّه تعالى لما أبرز خلقه احكاما ولم يبق غير آدم ( أي وما كان خلقه بعد ) خلق شمسين من نور عرشه فأمّا ما كان في سابق علمه أن يدعها شمسا فإنّه خلقها مثل الدنيا ما بين مشارقها ومغاربها ، وما كان في سابق علمه أن يطمسها ويحوّلها قمرا فإنّه جعله دون الشمس في العظم وإنّما يرى صغرهما لشدّة ارتفاعهما في السماء وبعدهما من الأرض فلو ترك الشمس والقمر كما كان خلقهما في بدء أمرهما لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل ولا يدري الأجير متى يعمل ومتى يأخذ أجره ومتى يفطر الصائم ولا تدري المرأة متى تعتدّ ولا يدري المسلمون متى وقت صلاتهم ومتى وقت حجّهم ، فكان الربّ أنظر بعباده وأرحم بهم فأرسل جبرئيل فأمّر جناحه على وجه القمر فطمس منه الضوء وبقي فيه من النور فذلك قوله : « 1 » « وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً » فالسواد الَّذي ترونه في القمر شبه الخطوط فيه أثر المحو قال :
فإذا قامت القيامة وقضى اللَّه بين الناس وميّز بين أهل الجنّة والنار ولم يدخلوهما