responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 43


معروضين لأوصاف متقابلة كلّ واحد منها مزدوج بما يقابله كالفقر والغنى والصحّة والمرض والعلم والجهل والقوّة والضعف والذكورة والأنوثة والطول والقصر ، فالفاضل يشتغل بالشكر والمفضول بالصبر ، ويحصل منكم التناسل ، ويتمتّع بعضكم ببعض .
* ( [ وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً ] ) * والنوم استرخاء أعصاب الدماغ برطوبات البخار الصاعد إليه ولذا قلّ في أهل الرياضة لقلَّة الرطوبة « سباتا » أي كالموت ، والمسبوت الميّت ، وهو القطع لأنّه مقطوع عن الحركة ومنه سمّي يوم السبت لأنّ اللَّه بدأ بخلق السماوات والأرض يوم الأحد فخلقها في ستّة أيّام فقطع عمله يوم السبت فسمّي بذلك والنوم إحدى التوفيتين كما قال سبحانه : « 1 » « اللَّه ُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها » أي ويتوفّى الَّتي لم تمت في منامها وذلك لما بينهما من المشاركة التامّة في انقطاع أحكام الحياة ، والتنوين في « سباتا » للنوعيّة أي وجعلنا نومكم نوعا من الموت وهو الموت الَّذي ينقطع ولا يدوم إذ لا ينقطع ضوء الروح إلَّا عن ظاهر البدن وبهذا الاعتبار قيل : له أخو الموت وقد جعله سبحانه راحة لأبدانكم عن الكلال والملال .
* ( [ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ] ) * أي غطاء وسترة يستر بظلمته وسواده يقال : لبس الثوب استتر به واستعير اللباس لكلّ ما يغطَّي الإنسان عن قبيح فجعل الزوج لزوجها لباسا من حيث يمنعه عن تعاطي قبيح وكذا البعل وأيضا جعل التقوى لباسا على طريق التشبيه وكذا جعل الخوف والجوع لباسا يقولون : فلان تدرّع الفقر ولبس الجوع ، وحاصل المعنى أنّ الليل يستركم بظلامه كما يستركم اللباس . قيل : الليل ستر السالكين والنهار سوق البطَّالين .
الليل للعاشقين ستر يا ليت أوقاتها تدوم


( 1 ) سورة الزمر : 42 .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست