الباقون أبدلوا الواو همزة لأنّ الضمّة من جنس الواو فيكون ثقيلا كما أنّ الكسرة تستثقل على الياء والعرب تبدّل الألف من الواو تقول : أسادة في وسادة ومؤرّخ في مورّخ .
* ( [ لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ] ) * مقدّر بقول هو جواب لإذا في قوله : « وإذا الرسل » أي يقال : لأيّ يوم اخّرت الأمور المتعلَّقة بالرسل وضرب لهم الأجل لجمعهم وإحضارهم ، وحاصل المعنى أنّ الرسل بعثت في أوقات مختلفة وأخّرت للفرق بين المطيع والعاصي ويكونون شهداء عليهم فإنّ الرسل يعرفون كلَّا بسيماهم وشاهدون لأعمالهم .
* ( [ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ] ) * بيان ليوم التأجيل وهو اليوم الَّذي يفصل فيه بين الخلائق ويقضي بالحقوق * ( [ وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ ] ) * « ما » مبتدء « أدراك » خبره أي أيّ شيء جعلك داريا وعالما ما كنهه ولم ير أحد قبلك شدّته حتّى تسمع منه ، ووضع الظاهر موضع الضمير لزيادة تفظيع وتهويل وأيضا « ما » خبر مقدّم و « يوم الفصل » مبتدء لا بالعكس كما اختاره سيبويه لأنّ محطَّ الفائدة بيان كون يوم الفصل أمرا بديعا هائلا .
* ( [ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ] ) * أي الويل والهلاك ثابت فيه لهم والويل في الأصل مصدر منصوب سادّ مسدّ فعل لا من لفظه فأصله أهلكه اللَّه إهلاكا أو هلك هلاكا . وعدل به إلى الرفع للدلالة على ثبات الهلاك ودوامه للمدعوّ عليه ، ووضع الويل موضع الهلاك فجاز وقوعه مبتدء مع كونه نكرة فإنّه لمّا كان مصدرا سادّ مسدّ فعله المتخصّص بصدوره عن فاعل معيّن كانت النكرة المذكورة متخصّصة بذلك الفاعل فساغ الابتداء بها لذلك كما قالوا : سلام عليك ، وقيل : الويل واد في جهنّم لو أرسلت فيه الجبال لماعت « 1 » من حرّه .