المؤمن بالملك وهو قوله سبحانه « 1 » : « وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْه ُ » .
وفي الحديث عن عائشة قالت : كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله إذا آوى إلى فراشه كلّ ليلة جمع كفّيه وقرأ قل هو اللَّه أحد ، وسورة الفلق ، وسورة الناس فنفث فيهما ثمّ مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يصنع ذلك ثلاث مرّات .
وكان ابن كثير إذا انتهى إلى آخر القرآن إلى قوله : « مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ » قرأ سورة الفاتحة وخمس آيات من أوّل سورة البقرة على عدد الكوفيّ وهو إلى « وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » لأنّ هذا يسمّى حالّ المرتحل ومعناه حلّ من قراءة آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى إرغاما للشيطان ، وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين وكذلك قراءة سورة التوحيد بعد الختمة ثلاثا .
قال البخاريّ : عند كلّ ختمة دعوة مستجابة وإذا ختم الرجل القرآن قبّل الملك بين عينيه ويستحبّ الدعاء عند الختم مستقبل القبلة رافعا يديه خاضعا للَّه ويثني على اللَّه قبل الدعاء وبعده ويصلَّي على النبيّ ويمسح وجهه بيديه بعد فراغه .
وعنه صلَّى اللَّه عليه وآله أنّه أمر عليّا عليه السّلام أن يدعو عند ختم القرآن بهذا الدعاء وهو « اللَّهمّ إنّي أسألك إخبات المخبتين وإخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق الإيمان والغنيمة من كل برّ والسلامة من كلّ إثم ووجوب رحمتك وعزائم مغفرتك والفوز بالجنّة والخلاص من النار » .
وكان النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله يقول : عند ختم القرآن « اللَّهمّ ارحمني بالقرآن العظيم واجعله لي إماما ونورا وهدى ورحمة وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله حجّة لي يا ربّ العالمين » .
وقد تمّ بعون اللَّه كتاب « مقتنيات الدرر وملتقطات الثمر » في تفسير كتاب العزيز الَّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في الشهر الَّذي انزل في مثله القرآن من السنة السابعة بعد الثلاثين بعد الثلاثمائة بعد الألف .